ثمّن وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، أمس، النتائج التي حققتها عقود النجاعة المبرمة مع الفلاحين من جميع الشعب الإنتاجية، من حبوب، خضر، لحوم بيضاء وحليب وغيرها من المنتجات، التي شهدت وفرة خلال الموسم الحالي. وقال بن عيسى إن تلك العقود ''حققت نتائج جد مرضية بدليل الزيادة التي سجلت على مستوى الإنتاج''، معتبرا إياها ''أداة تمكننا من معرفة أين يتجه القطاع، وأين وصلنا في ميدان الإنتاج''. واستعرض بن عيسى، خلال اجتماعه بالمدراء الولائيين لقطاعه وإطاراته بمقر الوزارة، بعض معالم النجاح الذي حققته عقود النجاعة، ومن بينها الزيادات القياسية في إنتاج الحبوب بأنواعها الثلاثة لهذا الموسم، حيث تشير التوقعات إلى بلوغ حجم الإنتاج ما بين 58و62 مليون قنطار، وهذا ما اعتبره المسؤول الأول عن القطاع ''رقما لم يتحقق بالجزائر منذ عشرات السنين''، في انتظار ضبط رقم دقيق نهاية شهر أوت الداخل. وفي هذا السياق، أعلن بن عيسى عن اعتزام الوزارة استحداث وحدات خاصة بتقديم الخدمات لمنتجي الحبوب، مطالبا التعاونيات النشطة في هذا المجال بتوفير المساعدة للمنتجين بغية تنظيم سوق الحبوب ببلادنا ودعم الإنتاج والتخزين والبيع والعمليات المرتبطة به. وكشف الوزير أيضا عن تخصيص تسعة ملايير دينار لتجهيز تعاونيات إنتاج الحبوب بالعتاد بداية من العام المقبل. كما لفت المتحدث إلى أهمية الالتفات إلى إنتاج الحبوب بمناطق الجنوب، التي شهدت ارتفاعا معتبرا في الإنتاج هذا الموسم، بالنظر للتساقطات المطرية الهامة التي سجلت بتلك المناطق، على جانب الدعم الذي قدمته الدولة للفلاحين هناك. وخلص بن عيسى إلى أنه ''ينبغي استغلال كميات الإنتاج المعتبرة هذا العام لهيكلة التنمية المستدامة للحبوب ببلادنا''. كما شدّد على ضرورة استغلال الأراضي البور، وتقليص مساحاتها عن طريق توجيهها إلى إنتاج الأعلاف الحيوانية، وأكد على أهمية إنشاء سوق خاصة بالأعلاف. وعرج بن عيسى على إنتاج الحليب، الذي شهد هو الآخر ارتفاع محسوسا، الأمر الذي سيؤدي حسبه إلى ''خفض الاستيراد نهاية العام الجاري''، مشيرا إلى أنه استند في هذا إلى التقرير الذي قدمه مدير الديوان الوطني المهني للحليب، وهو التقرير الذي أشار إلى أن ما مقداره أربعة ملايين لتر من الحليب جمعت في شهر جوان المنصرم، والشيء نفسه بالنسبة للحوم البيضاء حيث سجل تزايدا كبيرا على شراء الكتاكيت. وأوضح بن عيسى أنه ''يتوقع إنتاجا وفيرا لهذا النوع من اللحوم خلال شهر رمضان وبعده''. يشار إلى أن اللقاء التقييمي الذي أشرف عليه وزير الفلاحة والتنمية الريفية، أمس، يندرج ضمن سلسلة اللقاءات الدورية التي دأب بن عيسى على عقدها كل ثلاثة أشهر، ويجمعه هو لقاء دوري بإطارات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية. ويرتقب عقد اللقاء المقبل في شهر أكتوبر.