نفى طيار سابق في الجيش الوطني الشعبي مصداقية تصريحات الجنرال الفرنسي المتقاعد، الذي ادّعى أن رهبان تبحيرين السبعة قتلوا خطأ بواسطة مروحية تابعة لقوات الجيش.اعتمد الطيار الجزائري السابق في نسف ادعاءات بوشوالتر وتفنيدها من الجانب التقني الصرف استنادا إلى خبرة الطيار الفار عليلي مسعود ومعرفته بواقع جغرافيا الجزائر والتضاريس الجبلية الصعبة المحيطة بمكان تحصن عناصر الجيا. وعلى هذا الأساس راح الطيار الجزائري السابق المشارك في العديد من العمليات العسكرية يجزم استحالة تحليق الطائرات أو المروحيات العسكرية على علو منخفض، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناطق ذات التضاريس الخطيرة، لارتباط ذلك بأمن وسلامة الطائرة أو المروحية وطاقمها. مضيفا أن جبال مثل تلك المتواجدة بمنطقة المدية وتمزقيدة، إضافة إلى غابة الذراع لكحل والكاف لخضر جميعها تدلل على استحالة الطيران المنخفض بمحيطها. لأن التحليق على علو منخفض في أجواء هذه المناطق يحول الطيار والآلية العسكرية التي يستقلها الطيار إلى هدف سهل في متناول العناصر الإرهابية المنتشرة بقوة في تلك الأنحاء التي اتخذت منها التنظيمات الإرهابية المختلفة معاقل حصينة لها. وهي المناطق التي كانت تشهد سيطرة كبيرة لعناصر ما كان يسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة باسم زالجياس، باعتبارها التنظيم الأكثر عدة وعددا قبل وبعد عهد الارهابي جمال زيتوني، كما كان يصعب كثيرا تخطيها برا فضلا عن إحاطتها جوا على علو منخفض في تلاعشة وتمزقيدة. وفي هذا الشأن، قال الطيار السابق ''يستحيل التحليق على علو منخفض لإطلاق النار على الإرهابيين حتى عندما نكتشف مناطق تمركزهم ونشاهدهم بالنظر للخطر الكبير الذي يحدق بالطاقم حين المجازفة بهكذا عملية'' ومن ثمة يضيف المتحدث زلم يكن ممكننا حتى التفكير في ذلك''، في إشارة إلى التحليق المنخفض الذي يمكن الطيار من إطلاق النار على الهدف. وواصل الطيار الجزائري الفار في تصريح نقلته بعض المصادر الإعلامية المهتمة بالشأن الجزائري، تفنيده لادعاءات الجنرال الفرنسي المتقاعد المتهمة للجيش الجزائري بقتل الرهبان عن طريق الخطأ. مؤكدا أن الطيارين الذين كانوا يجوبون أجواء معاقل الإرهاب ما كانوا يتوقفون حتى عندما تتلون مؤشرات المحركات بالأحمر إشارة إلى ضرورة التوقف عن الطيران. وتأتي الإفادة التي قدمها الطيار الجزائري لتؤكد التصريحات التي أدلى بها ضباط سامون آخرون رفضوا الكشف عن هويتهم، وهم يؤكدون تقنيا واستراتيجيا زيف ادعاءات بوشواتر وسذاجة هذا الأخير الذي يكون قد اختلق بعد ثلاث عشر سنة من اغتيال الرهبان على يد الإرهابي زيتوني المعروف باعتدائه على رجال الدين وعلى الأئمة. رواية ما كان يدري وهو الذي لا يعرف تضاريس وواقع الجغرافيا الجزائرية استحالة تحليق المروحيات والطائرات على علو منخفض يتأتى في ظله إطلاق النار على مجموعة من البشر ثم التوقف والنزول للتأكد من هويتهم وكأن الأمر يتعلق بجولة سياحية على متن مروحية أو طائرة عسكرية. وتكمن أهمية تصريح عليلي مسعود الضابط الجزائري السابق الفار من الجيش الوطني الشعبي على متن مروحية من نوع 8 1-، إلى جزيرة ابتز الاسبانية سنة 98قبل أن تتمكن السلطات من استرجاع المروحية، في أنه وعلى الرغم من معارضة هذا الضابط الفار للسلطات الجزائرية ومؤسسة الجيش. إلا أن إفادته التقنية جاءت ناسفة من الأساس للرواية التي اختلقها عن جهل بوشواتر ربما للتملص من مسؤولية تكون قد ألقيت على عاتقه في قضية اغتيال رهبان تبحيرين، وهو الذي تلقى حينما حاول القيام بعمل مواز لعمل مسؤولي مديرية حماية الإقليم في التعاطي مع قضية الرهبان، أمرا جازما من قبل شارل باسكوا، وزير الداخلية آنذاك يلزمه بالتوقف عن أي مسعى قد يعرض حياة الرهبان للخطر.