طالب أمس الرئيس نيكولا ساركوزي ب''رفع السرية'' عن كل الوثائق التي يطلبها القضاء الفرنسي المتعلقة بقضية الرهبان السبعة الذين قتلوا في الجزائر عام 1996والذي اتهم جنرال فرنسي متقاعد عناصر من الجيش الجزائري بالتسبب بمقتلهم عن ''طريق الخطأ''. وجاءت تصريحات الرجل الأول في قصر الإليزيه على خلفية شهادة سجلها قاضي فرنسي مكلف بالتحقيق في قضية مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة عام 1996بمنطقة تبحيرين، الواقعة بأعالي جبال مدينة المدية، عن جنرال فرنسي متقاعد، المدعو فرانسوا بوشوالتر، اتّهم فيها الجيش الجزائري بقتل الرهبان عن طريق ''الخطأ'' حسبما نقلته جريدتا ''لوفيغارو'' و''ميديابارت''. والجنرال فرانسوا بوشوالتر، صاحب الإثارة الجديدة، تولى مناصب عسكرية عدة، حيث كان عضوا في المخابرات الفرنسية وقائدا في سلاح الأرض وملحقا للدفاع بسفارة فرنسا في الجزائر ما بين 1995و1998. وفنّدت السلطات الجزائرية مرارا ادّعاءات تورط الجيش في مقتل الرهبان السبعة، مؤكدة ''اغتيالهم من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة الجيا التي عرفت بدمويتها خلال سنوات التسعينات، خاصة وأن التنظيم الإرهابي قد تبنى العملية مباشرة بعد وقوعها وسرد بعض عناصرها لاحقا تفاصيل العملية''. كما اعتقلت السلطات الجزائرية عدة عناصر إرهابية متورطة في القضية قضت العدالة الجزائرية على أحدهم بالسجن المؤبد. بالإضافة إلى كل هذا، ذكّرت مصادر ل''البلاد'' بالتأكيدات المتوالية لأسقف الجزائر السابق هنري تيسييه بقناعته الشديدة بمسؤولية ''الجيا'' في مقتل الرهبان السبعة بدافع الانتقام من باريس التي كانت قد أوقفت العديد من المسؤولين في عمليات تفجير ''مترو باريس''. ويرى المراقبون أن القضية تحمل خلفية سياسية وأبعادا فرنسية، إذ تحرص العديد من الأطراف الفرنسية على تعمد خلق توتر بين الجزائر وقصر الإليزيه واستغربت أوساط ذات صلة دخول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الخط في قضية تعود وقائعها إلى 13سنة خلت.