[الاستعمار] رأت المؤرخة الفرنسية «ماري شومينو» في ندوة أقيمت مساء أول أمس بالمركز الثقافي الجزائري بباريس حول «استعمال الصورة في عمل الدعاية خلال حرب الجزائر»، أن هناك أشياء كثيرة ظلت مجهولة في الثورة الجزائرية من بينها «حرب الصور». وقالت إنه خلال عمل البحث الذي قامت به؛ عملت على جمع أكبر عدد ممكن من الصور المتوفرة في الجزائروفرنسا لفهم الظروف التي أخذت فيها آنذاك، وطريقة استعمالها من طرف الجيش الفرنسي و«الوطنيين الجزائريين»، ومن أنجز هذه الصور وما الخطاب الذي كانت تحمله في إطار «حرب صور» حقيقية. وتعتقد المحاضرة أن «حرب الصور» استعملت على عدة مستويات؛ فمن حيث التصور الجغرافي لقلب النزاع «التراب الجزائروفرنسا مقر القرارات السياسية والرأي العام»، نجد نظام إعلام وضعه الجيش الفرنسي في إطار عمل «بسيكولوجي» عن طريق الصورة بما أن السكان الجزائريين هم الجمهور المستهدف ب«حرب الصور». أما في الميدان، حسب المؤرخة، فقد استعمل الجيش الفرنسي الرسم والصورة أو الفيلم في أعماله الدعائية بهدف جلب السكان إلى فرنسا وإبعادها عن الحركة الوطنية، موضحة «جرت أعمال الدعاية هذه خلال حملات أعمال بسيكولوجية في المدن والقرى الجزائرية نشطتها هياكل استحدثها الجيش الاستعماري الفرنسي في جوان 1956 خصيصا لهذا الغرض تحت عنوان حملات مكبرات الصوت والمناشير.. وبالتالي سمحت الصورة للجيش الفرنسي بالتحكم في السرد الذي تقدمه للسكان المدنيين الجزائريين في إطار العمل النفساني وللرأي الفرنسي في نفس الوقت بواسطة صحافة تخضع للسيطرة العسكرية على الصورة». وقالت أيضا «لقد توصل النشاط الذي قام به جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني في المقابل، إلى إفشال نظام هيمنة تمثيلية الحرب الذي حاولت فرنسا الاستعمارية بناءه خلال حرب التحرير». وأوضحت «إننا بالتالي أمام مفارقة.. حرب صور غير متكافئة من حيث وسائل الإنتاج انتهت بانتصار الجزائريين». من ناحية أخرى، رأت «ماري شومينو» أن الأمر لا يتعلق بالقول إن الجانب الجزائري انتصر بفضل الصور، وإنما التأكيد أن حصة الإستراتيجية الإعلامية لجبهة وجيش التحرير الوطني لا يستهان بها في الحرب الدبلوماسية التي أفضت إلى نهاية النزاع الذي كان ممكنا أن يستمر طويلا على الميدان. وقالت «أعتقد أن هذه الإستراتيجية تعد أحد أسباب الانتصار الدبلوماسي الدولي للوطنيين الجزائريين عندما نلاحظ المواجهة الإعلامية بين الجانبين على الساحة الدولية، حيث أن الانتصار كان يميل كثيرا إلى الجانب الجزائري ونلاحظ أن فرنسا كانت توجد دوما في منطق الرد على المبادرات الإعلامية الجزائرية»، على حد تعبيرها.