أحدثت الخرجة الأخيرة لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على هامش اجتماعه برؤساء أندية الرابطة الثانية المحترفة ضجة لا مثيل لها، حين اقترح على الأندية غير القادرة على الاستمرار في النظام المحترف العودة من جديد إلى النظام الهاوي ، شريطة أن تقوم الأندية التي تضمن صعودها إلى الرابطة الأولى المحترفة، بإعداد ملفاتها من جديد للدخول إلى عالم الاحتراف من أجل ترسيم صعودها في القسم الأسمى، وهو الأمر الذي فاجأ جميع رؤساء الأندية التي حضرت الاجتماع. ويعكس هذا الاحتراف على حد قول البعض من رؤساء الأندية، فضل رئيس الفاف في إنجاح مشروع الاحتراف بالجزائر الذي دخلته الأندية مسيرة وليس مخيرة، لكن الأدهى والأمر من ذلك أن الفاف فرضت الاحتراف على 32 ناديا أي شمل القرار أندية الرابطة الأولى المحترفة والثانية على حد السواء، في وقت كان بإمكان الهيئة الوصية أن تختار عينة من الأندية فقط وتخوض بها للتجربة الاحترافية كما كان الحال عليه عند جيراننا التونسيين الذي يقتصر الاحتراف بالنسبة لهم في 4 أندية فقط، وهي الأندية القادرة على مواكبة هذا النمط والمضي قدما فيه. وذهب البعض الآخر من رؤساء أندية الرابطة الثانية المحترفة لأبعد من ذلك، معتبرين أن روراوة أراد أن يحول الأندية عن مسار الاحتراف نحو مسار الانحراف، وهي خرجة لم يهضمها أي من هؤلاء الرؤساء، الذين سيدخلون اجتماع رؤساء الأندية المحترفة المقرر زوال اليوم بفندق الماركير بقوة، من أجل التنديد بقرار رئيس الفاف، وأيضا للسعي من أجل إيجاد حل للمشاكل المالية التي تتخبط فيها الأندية التي لم يقو البعض منها على تسديد مستحقات المشاركة في البطولة لحد الساعة، رغم أن الرابطة الوطنية المحترفة حددت تاريخ 30 جوان كآخر أجل لدفع مستحقات المشاركة في بطولتي الرابطة الأولى والثانية المحترفتين. إحجام بعد إقدام ومشروع الاحتراف يدخل دائرة الأوهام: يعكس قرار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الأخير، وتردده بشأن أندية الرابطة الثانية المحترفة والتي تعاني الأمرين في الوقت الحالي ووجدت صعوبة كبيرة في مواكبة هذا النظام الجديد، صعوبة المأمورية في تسيير 32 ناديا دفعة واحدة في الاحتراف، وإلا كيف يتجرأ رئيس الفاف على اقتراح صيغة إعادة بعض الأندية للنمط الهاوي في وقت تطمح فيه كرة القدم في الجزائر لاستنشاق هواء الاحتراف من أجل العودة من جديد لواجهة التألق والبريق الذي غابت عنه منذ مدة.