لا أجد مبررا واحدا لجحود العلماء.. وإصرار بعضهم على نفي الخلق.. وادعاء أن هذا الكون.. بما يحوي من كائنات وأنظمة حية بديعة.. وما يميز حركته من نظام دقيق لا يختل.. هو وليد خبطة عشواء.. ولدت من اللاشيء.. وتطورت بمحض الصدفة.. وانتهت إلى ما هي عليه.. بعفوية.. وبغير قصد. ثمة خلل فاضح في طريقة تفكير هؤلاء.. وعوج في فهمهم لنظام الحقائق.. قد يفسر جانبا من هذا الجحود.. غير أن العامل الحاسم.. الذي يقف وراء هذا الإنكار.. هو عمى البصيرة.. أعني به التشوهات النفسية التي تعطل نظام الإدراك لدى صاحبها.. فتحجبه عن الاعتراف بالحقيقة.. والتسليم بالحق. في هذا السياق.. أثار انتباهي ما صرحت به المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية من أن علماءها قد حققوا أهم اكتشاف فيزيائي في السنوات الأخيرة.. من خلال تقديم أدلة تشير الى وجود جسيم.. هو جزء النواة المسؤول عن خلق الكون ومنح المادة خصائصها المعروفة كما يدعون .. وهو جسيم افتراضي.. سبق وأن وصفه عالم الفيزياء الأسكتلندي بيتر هيغز قبل 48 عاما.. ونسب إليه.. وقال إنه يساعد على التحام مكونات المادة واكتساب الجسيمات التي تشكل الذرات كتلتها. إلى هذا الحد يبدو الخبر عاديا وسارا.. غير أن الغريب هو وصفه بالجسيم «الإله».. أي الخالق.. ليصار إلى تزييف الحقيقة العلمية.. وحمل الناس على تصديق الأوهام التي تسوق باسم العلم.. ورفض الاعتراف بأن هذا الكون برمته إنما هو إبداع خالق عظيم.. مطلق الصفات.. لا حدود لعلمه وحكمته. إننا نعيش في زمن «العلم».. بتوصيف البعض.. وقد تكشفت أسرار الطبيعة.. وبان ما كان خافيا من قوانينها.. وتجلت آيات الله في الأنفس والآفاق.. ونطق كل شيء باسم مبدعه.. فلماذا يستكبر علماء الطبيعة.. ويصرون على نحت إله من الطبيعة.. لا حقيقة له ولا وزن.. هربا من الاعتراف بصنع الله «… الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ النمل 88). إن «بوزون هيغز».. ليس إلها.. ولا نصف إله.. ولا أصغر من ذلك.. ولا أكبر.. بل هو مخلوق يدل على خالقه.. كما تدل عليه كل المصنوعات.. من أدق الذرات.. إلى أعظم المجرات.