نفى فرضية العمل الإجرامي فيها.. نفى المدير العام للغابات، محمد صغير نوال، وجود صلة بين الحرائق الأخيرة التي أتت على آلاف الهكتارات من الغابات والعمل الإجرامي، حيث أكد أن معظم هذه الحرائق تعود بالدرجة الأولى إلى أخطاء فردية. وأرجع محمد صغير نوال لدى نزوله ضيفا على منتدى المجاهد، سبب الحرائق الأخيرة التي شهدتها عدد من ولايات الوطن، إلى ارتفاع درجات الحرارة، التي بلغت مستويات قياسية هذه السنة خاصة في المناطق الشمالية، حيث أورد أن مصالحه سجلت رفقة الحماية المدنية وقوع حرائق في 33 ولاية، في مقدمتها ولايات تيزي وزو، المدية وعين الدفلى على مستوى الوسط والشلف، سيدي بلعباس، تلمسان غربا وشرقا، سكيكدة، ڤالمة جيجل وسوق اهراس، مضيفا أن هذه الحرائق تسببت في إتلاف أزيد من عشرين ألف هكتار. منها 15 ألف هكتار عبارة عن غابات و5 آلاف هكتار أدغال. ورغم ذلك يقول المدير العام للغابات، فالحصيلة بالمقارنة مع السنوات الماضية في تحسن، فمن 35 ألف هكتار احترقت سنة 2007 تقلصت هذه السنة إلى 20 ألف، وهو ما يدل على حجم المجهودات المبذولة من طرف الدولة للحد من هذه الظاهرة، التي قال إن المتسبب الرئيسي فيها هو الإنسان. وفي هذا الصدد، يقول المتحدث، إن أغلب الأشخاص المتسببين في هذه الحرائق هم مواطنين لم يسبق لهم أن خبروا التعامل مع الغابات، حيث إن معظمهم لا يعطي أهمية كبيرة للأخطار التي تنتج عن بعض التصرفات التي تبدو بسيطة كرمي السيجارة وهو ما يؤدي إلى نتائج وخيمة، مستدلا هنا بالحادثة التي وقعت في اسبانيا مؤخرا، لما تسببت سيجارة ألقاها سائق سيارة بالقرب من احدى الغابات في حرق 14 ألف هكتار. في نفس السياق، استبعد محمد الصغير نوال أن تكون هناك أياد إجرامية وراء هذه الحرائق، حيث قال إن المديرية العامة للغابات على اضطلاع بكل التقارير ذات الصلة بهذا الشأن، ومنها التقرير الذي أعده الدرك الوطني. وقال مدير العام للغابات، إن من بين الأسباب التي تساهم في وقوع حرائق بالجزائر، غياب إستراتيجية واضحة للتحكم في التوزيع السكاني، حيث ذكر في هذا الشان أن 40 بالمئة من الجزائريين يعيشون في مناطق غابية، أي حوالي 13,5 مليون نسمة وهو ما يضاعف فرص وقوع هذه الحرائق. من جهة أخرى، قال المقدم عاشور فاروق، المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، إن الجزائر لا تتوفر على طيارين مؤهلين لقيادة طائرات مكافحة الحرائق، رغم امتلاكها ل6 طائرات. وفي هذا الصدد كشف المتحدث عن برنامج أعدته مصالح الحماية المدنية لتأهيل طيارين في هذا الاختصاص، حيث تم إرسال بعثة تضم 20 طيارا منهم 4 نساء للتكوين في هذا المجال بإنجلترا، حيث من المنتظر أن تتخرج هذه الدفعة السنة القادمة لتكون سنة 2013 بداية لاستعمال الطائرات لمكافحة الحرائق. في نفس السياق، كشف المتحدث أن المديرية العامة للحماية المدنية جنّدت 14 ألف عون خصيصا للمشاركة في عمليات مكافحة حرائق الغابات.