يستضيف منتدى «البلاد» بسكيكدة في هذا العدد رئيس دائرة أم الطوب بولاية سكيكدة عز الدين عنتري الذي استضافنا في مكتبه وتقدم بجزيل الشكر إلى جريدة «البلاد» التي ساهمت بشكل أو بآخر في إخراج معاناة المواطنين إلى السطح وكذا التعريف إعلاميا بجملة المشاريع التنموية التي استفادت منها المنطقة في الآونة الأخيرة. حاوره: محمد بوذيبة رئيس الدائرة أكد في هذا المنتدى أنه صدم مثله مثل والي الوالي بالواقع المعيشي الذي يطبع يوميات المواطن البسيط ببلدية أم الطوب التي كانت وإلى وقت قريب تفقتر إلى أدنى ضروريات الحياة هذا الواقع المرير اصطدم به والي الولاية خلال الزيارة التي قادته إلى المنطقة بتاريخ 21 /11 /2011، والي الولاية محمد بودربالي لم يتردد في وصف الوضعية المعيشية للسكان بالكارثية على كافة المستويات وكافة القطاعات، وهو ما أدى بالرجل الأول بالولاية إلى تكليف رئيس الدائرة الحالي عنتري بتغيير وجه المنطقة بكافة الوسائل المتاحة وهو الثقل الأول الذي وضع على عاتقه يضيف رئيس الدائرة الذي تألم كثيرا لوضع السكان وتفاجأ للفقر المدقع الذي يعيشه سكان المنطقة الأمر الذي «زادني إصرارا» يضيف رئيس الدائرة «لإخراج هذه البلدية من محنتها.. تراكمات التسيير السابقة هي السبب في المحنة التي عاشتها المنطقة أكد رئيس دائرة أم الطوب عنتري عزالدين أن تراكمات التسيير السابقة هي السبب الرئيس في المحنة التي عاشتها المنطقة مضيفا «إن تجاهل المسؤولين لانشغالات المواطنين وإهمال شؤون المنطقة هو ما أدى إلى خلق ثقافة الحقد لدى المواطن بأم الطوب، وقد جئنا بثقافة تسيير جديدة تحفظ حق المواطن مع عدم التفريط في حق الدولة، عندئد بدأ المواطن يعرف تدريجيا بوجود مسؤول يحرص على تطبيق قوانين الدولة ويحرص على القضاء على بعض الظواهر السلبية ومنها اعتراض سكان المنطقة على بعض المشاريع التنموية خاصة شق الطرق وبناء السكنات وبعض المشاريع العمومية التي ترجع بالفائدة على المواطن، وتحويل السوق الفوضوي إلى ساحة عمومية أصبح المواطن يقضي فيها أوقات فراغه، «الأمر الذي أعطاني إصرارا على خلق فضاءات أخرى بعد خلق انطباع لدى المواطنين بأخذ حقهم وترك حق الدولة للدولة وهي السياسة التي جنبت المنطقة مظاهر الفوضى والعصيان على غرار باقي مناطق الولاية… علقنا قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية وخرجنا نتجول في الشوارع.. قال رئيس الدائرة بخصوص المشاريع السكنية إن بلدية أم الطوب استفادت منذ الاستقلال من حصة 100 سكن اجتماعي في حين أنها استفادت سنة 2011 /2012 من حصة سكنية قدرت ب 740 مسكنا وهو ما يعكس النية في بعث المشاريع السكنية من خلال تخصيص الأراضي والمساحات العقارية الللازمة لذلك دون مواجهة أية صعوبات مع أصحاب الأراضي ورغم أن البلدية تلقت ما لا يقل عن 2400 طلب في هذا النمط فإن البلدية بدأت بتوزيع 78 سكنا اجتماعيا دون احتجاجات تذكر حيث أكد مسؤول الدائرة في هذا الإطار أنه خرج للتجول في الشوارع عقب تعليق القائمة مباشرة دون تلقي أية شكوى من طرف المواطنين مضيفا «إن الحصص المتبقية ستوزع على مستحقيها رغم التدخلات التي تأتي من عديد المسؤولين المحليين والولائيين. كما استفادت البلدية خلال هذه السنة من حصة 60 مسكنا في إطار محاربة السكن الهش و840 سكنا ريفيا وزعت بإحكام على مستحقيها من سكان القرى والمداشر. رئيس الدائرة أكد أن أزمة السكن في طريقها إلى الحل نهائيا، مصرحا «إن أصحاب المال والنفوذ لن يتحصلوا على مساكن في أم الطوب مادمت على رأس الدائرة.. وقد كانت هناك محاولات لكنها طمست»… أم الطوب تعيش فوق الماء ومهددة بالعطش… رئيس الدائرة: سنغرق أم الطوب في المياه بنهاية سنة 2013 بخصوص سؤال وجهته «البلاد «إلى رئيس الدائرة حول أزمة المياه الشروب التي يتخبط فيها سكان المنطقة رغم أن البلدية تتوفر على أكبر السدود في الولاية على الإطلاق وهو سد «قنيطرة «الذي يزود أكثر من نصف سكان الولاية بالماء الشروب في الوقت الذي يموت فيه سكان أم الطوب عطشا، أكد هذا الأخير حقيقة الوضعية مؤكدا أن السبب في ذلك يرجع إلى شبكة توزيع المياه القديمة والمهترئة مؤكدا وجود ما لا يقل عن 2300 تسرب للمياه على مستوى هذه الشبكة. المسؤول ذاته أكد أن كل الجهود منصبة على استكمال المشروع الضخم لتجديد الشبكة الداخلية للمياه بغلاف مالي يقدر ب12 مليار سنتيم على مسافة 13 كم. كما استفادت بلدية أم الطوب في هذا الإطار بمشروع بناء 4 خزانات جديدة بسعة 500 م3 حيث تجاوزت الأشغال بها ال80 بالمائة، كما استفادت أيضا من مشروع تجديد قناة الجر بمبلغ يقدر ب 7 ملايير سنتيم والتي تربط الشبكة بسد قنيطرة. كما اكد المسؤول استفادة كل مشاتي وقرى البلدية من مشاريع المياه ومنها اولاد سليمان، وادي الأبيار، الشعبة، سيدي قمبر، وادي رابح، سوق الحد، أم زديوة، لصياد وهي مشاريع قطاعية مسجلة لدى مديرية الري. وفي هذا الإطار دائما استفادت بلدية أم الطوب من 3 شاحنات ذات صهاريج لتزويد المياه بالماء الشروب. هل يعقل أن بلدية لا تتوفر على شبكة للصرف الصحي؟ لاتزال بلدية أم الطوب تفتقر إلى قنوات الصرف الصحي حيث تنتشر بالمنطقة وأطرافها عمليات الربط العشوائي والفوضوي لهذه الشبكات مما أدى بالسلطات المحلية إلى بعث مشاريع تتعلق بتجديد 35 بالمائة من الشبكة في إطارمشاريع التنمية البلدية. كما تحصلت البلدية في هذا السياق على مشروع إنجاز محطة لتصفية المياه المياه القذرة، وأن نسبة كبيرة من المياه القذرة تذهب في الوقت الحالي إلى سد قنيطرة الذي يزود نصف سكان الولاية بالماء الشروب. رئيس الدائرة أكد أن بلدية أم الطوب ستغرق في المياه الشروب في أجل أقصاه نهاية سنة 2013. مشاريع متعددة وقرى لاتزال معزولة… بخصوص مشاريع شق الطرق البلدية والريفية لايزال العديد من قرى ومداشر بلدية ام الطوب معزولا عن البلدية الأم بسبب تدهور وضعية الطرقات وهو ما ادى بالسلطات المحلية إلى اعادة الاعتبار ل3 طرق بلدية وهي طرق أولاد رابح «سوق الحد»أولاد جامع على مسافة 8 كم بغلاف مالي يقدر ب10 ملايير سنتيم، والطريق الرابط بين حمام جامع وديار لفتات وأم زديوة على مسافة 8 كم بغلاف مالي يقدر ب 10 ملايير سنتيم، وكذا انجاز الشطر الاول من طريق بوشوك وكرم احمد إلى الحدود مع بلدية بني وابان على مسافة 6 كم بغلاف مالي يقدر ب 6 ملايير سنتيم. كما اكد مسؤول الدائرة في هذا الإطار أنه قد تم تسجيل العديد من المشاريع منها تهيئة طريق الحجرية 1 و 2 وطريق بوطمينة «لصياد» تاغورة، وإعادة الاعتبار لطريق السد على مسافة 15 كم وهو مشروع مبرمج لسنة 2013 وهو مرشح لترقيته إلى طريق ولائي.. في أقل من سنتين أم الطوب من الجحيم إلى الجنة… لا شك أن الزائر لبلدية أم الطوب سيتفاجأ فعلا بتغير وجه المدينة التي تحولت في أقل من سنتين إلى جنة حقيقية بعد أن أصبح العديد من سكان الولاية يحجون إليها لالتقاط صور تذكارية بعدد من المرافق التي زادت في جمال المنطقة ومنها التحسين الحضري الذي مس الشارع الرئيسي وبعض الطرق الرئيسية، وكذا بناء ساحة شهداء جميلة جدا ونصب تذكاري وساحة للشهداء، كما أكد مسؤول الدائرة أنه قد تم الانتهاء من دراسة لإنجاز مجسم تاريخي بالمنطقة بالإضافة إلى ساحة عمومية أخرى ودار للمنظمات الثورية، كما بنيت نافورة بوسط البلدية في غاية الروعة.. أم الطوب لم تعرف أي احتجاج منذ 20 شهرا… رغم أن معظم بلديات سكيكدة، إن لم نقل كلها، عاشت ومازالت تعيش على وقع الاحتجاجات المدوية المطالبة بتحسين المعيشة، فإن بلدية أم الطوب التي تبعد عن ولاية سكيكدة بحوالي 60 كم لم تعرف أي حركة احتجاجية منذ ما يزيد على 20 شهرا وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رضى السكان والمواطنين على سياسة التسيير المنتهجة من قبل المسؤول الاول عن دائرة أم الطوب عز الدين عنتري الذي أكد «للبلاد» بأنه ماض في تحسين صورة المدينة حيث أقسم بأنها ستتحول إلى جنة في غضون ال 5 سنوات القادمة، مؤكدا في السياق ذاته حصول البلدية على 13 مشروعا في أقل من سنة والبقية تأتي. رئيس الدائرة يسعى للحصول على مشاريع أخرى منها عيادة متعددة الخدمات ومستشفى نهاري وكذا وحدة ثانوية للحماية المدنية وثانوية جديدة ومتوسطة ومحطة برية لنقل المسافرين وإنجاز وكالة للضمان الاجتماعي ووكالة لاتصالات الجزائر ومدرسة للشرطة القضائية.. لا توجد أزمة اسمها ضعف التيار الكهربائي.. أكد رئيس دائرة أم الطوب بولاية سكيكدة أنه لا توجد أزمة اسمها ضعف التيار الكهربائي حيث تجرى استشارات لبناء 4 محولات كهربائية جديدة بقوة 250 كيلواط للقضاء على ضعف التيار الكهربائي بصفة نهائية، فضلا عن المحولات التي في طريق الإنجاز على غرار محول حي بوبلوطة بالجهة الغربية للبلدية والذي تستفيذ منه 7000 نسمة. بشرى للشباب: مركب رياضي ومسبح وملعب معشوشب اصطناعيا.. زف رئيس دائرة أم الطوب عبر «البلاد» بشرى لسكان وشباب المنطقة، وهي استفادة المنطقة من مركب رياضي ومسبح وملعب معشوشب اصطناعيا من الجيل الخامس مجهز بمدرجات. وإنجاز فضاء للراحة والاستجمام بمنطقة «لصياد» مزود بساحة عمومية كبيرة.. سيدي قمبر.. التاريخ المنسي.. ومراكز التعذيب… في منطقة سيدي قمبر توجد مدينة من مخلفات الاستعمار الفرنسي لاتزال قائمة إلى يومنا هذا فضلا عن احتوائها على عشرات مراكز التعذيب التي لاتزال شاهدة على همجية المستعمر ومدى بطشه بالثوار الجزائريين. لاتزال العشرات من العائلات تعيش داخل هذه المنطقة في حين حولت مراكز التعذيب المهملة من قبل السلطات إلى إسطبلات لتربية الماشية في الوقت الذي لاتزال فيه السلاسل والدماء بالجدران شاهدة على آثار التعذيب. وغير بعيد عن هذه لمدينة توجد مخابئ كبيرة كانت في الفترة الاستعمارية تستعمل كمراكز للتعذيب وفي وقت لاحق استعملتها الجماعات الإرهابية كمخابئ.. سيدي قمبر.. وهو أحد الأولياء الصالحين مازالت شاهدة على بطش الاستعمار الفرنسي وهمجيته.. وهي في حاجة إلى تحويل إلى منطقة تاريخية. رئيس الدائرة من جهته أكد عزم السلطات على الاهتمام بتاريخ هذه المنطقة..