320 مليار سنتيم و1350 مسكنا لتحديث مدينة أم الطوب بولاية سكيكدة انطلق مشروع ضخم للتنمية المحلية ببلدية أم الطوب بولاية سكيكدة لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال قوامه أزيد من 320 مليار سنتم لتحديث المدينة يشمل مختلف القطاعات ذات الصلة بالحياة اليومية للسكان الذين يراهنون عليه لإحداث تغيير جذري في واجهتها ومرافقها وجعلها جوهرة المصيف الغربي للولاية والحد من معاناة لازمتهم عقودا ذاقوا فيها الأمرين العزلة والحرمان عندما كانت بعض المشاريع مجرد حلم في الأذهان ووعود على الورق لكثير من المسؤولين الذين عبروا عرش المدينة أو زاروها لكن السكان الذين بدأوا يتخلصون تدريجيا من اليأس والإقصاء يطالبون بالرقابة الشديدة على مقاولات الانجاز حتى لا تتعطل المشاريع أو تؤثر سرعة الانجاز على نوعيتها لتحقيق الجودة والديمومة وإضفاء المسحة الجمالية الفنية . روبورتاج : ع / خلفة مشروع التنمية الذي انطلق عمليا كما وقفنا على ذلك ميدانيا خلال جولة قادتنا لمختلف الشوارع والأحياء التي حولت البلدية إلى ورشة كبيرة مس خصوصا قطاعات التجهيزات العمومية والمياه والغاز الطبيعي والتهيئة العمرانية والتحسين الحضري والصحة والسكن والتربية وغيرها من القطاعات بعد عقود بقيت فيها تجمعاتها السكانية الكبرى عبئا أثقل كاهل البلدية الأم المركزية المتربعة على 179 كلم مربع ب35 مشتة وحرمانها من المرافق اللصيقة بكل دائرة فلا محكمة ولا حماية مدنية ولا مقرا للأمن ولا مصلحة للضرائب ولا بنوك ولا مركزا لسونلغاز ولا وكالة أو محافظة عقارية ولا ولا .. حيث بقي السكان يتنقلون بين الدوائر المجاورة القل والحروش وسيددي مزغيش وتمالوس للحصول على حاجاتهم من هذه المصالح والمرافق. وفي هذا الصدد كشف رئيس الدائرة الذي يقود عجلة التنمية رفقة السلطات والمنتخبين المحليين بالبلدية مند أزيد من عام أن قطاع التجهيزات العمومية استفاد من 125 مليار سنتم كغلاف أولي يمتد على سنتين يشمل خصوصا انجاز مثر للوحدة المتنقلة للشرطة القضائية بعد فتح مقر أمن الدائرة بداية هذا العام ومقر للحماية المدنية وعيادة متخصصة بمستشفى نهاري ب20 سرير بعد إعادة تأهيل المركز الصحي الحالي وثانوية جديدة ب 1000 مقعد بيداغوجي ملحقة بمطعم ب 300 وجبة لفك الخناق عن الثانوية الحالية التي تعاني اكتظاظا غير مسبوق بعد أن وصل عدد أفواجها التربوية إلى حوالي40 فوجا تربويا بأزيد من 1200 تلميذ إضافة إلى متوسطة ومجمع مدرسي ومحطة برية انتهت أشغالها وإعادة الاعتبار للمركز الثقافي الذي تحول مند قرابة ال10 سنوات إلى مركز عبور لبعض السكان , علاوة على انجاز ملعب بلدي بالعشب الطبيعي ومسبح و07 ملاعب جوارية بالمشاتي ,هذه المرافق الحيوية شرع في انجازها عمليا بمخطط شغل الأراضي بالمدينةالجديدة في انتظار انجاز مستشفى ب 120 سرير على أنقاض التعاونية الفلاحية وسط المدينة أو بأعاليها بالكدايات ومرافق أخرى ينتظرها السكان مند ترقية البلدية إلى دائرة قبل 20 سنة . وعود محلية باجتثاث أزمة الماء والغاز والسكان يطالبون ببرنامج 24/24 سا وفي ظل تفاقم أزمة الماء الشروب التي عانى منها السكان لعقود وازدادت المعاناة بالتوسع العمراني للمدينة فلم يفهموا سبب تجاهل هذا المشكل من قبل السلطات المحلية والعمومية حيث ظلوا يتلقون وعودا وهم الذين يملكون سدا القنيطرة ب 125 مليون متر مكعب يسقي عشرات آلاف السكان بمدينة سكيكدة والبلديات المجاورة في حين يحرم منه أبناء البلدية إلا القليل منهم بسبب ضعف واهتراء شبكة التوزيع وقناة جر الماء فحدث لأم الطوب ما حدث للأم التي تسقي غيرها وتموت عطشا ؟ ! وظل مشروع تجديد الشبكات مجرد وعد يرحل من مسؤول لآخر ومن عهدة لأخرى بدعوى ارتفاع تكلفته التي تتجاوز ال20 مليار وكأن المسؤولين استكثروا على السكان هذا الغلاف المالي ؟ !. وبعد معاناة طويلة تنفس السكان الصعداء بعد فتح هذا الملف حيث ضخ له غلاف مالي يربو على ال36 مليار رفقة مشروع التطهير ولدى زيارتنا لبعض الأحياء وقفنا ميدانيا على انطلاق الأشغال وفق تقنية جديدة تضمن عدم تعرض الشبكة مستقبلا لأي تخريب أو خرق عشوائي . وهنا كشف رئيس الدائرة أن البرنامج يشمل دعم وتحصين وتجديد وتوسيع شبكة التوزيع الداخلية مع خلق خزانات جديدة للمياه بالمناطق المرتفعة بالمدينة وتجديد قناة الجر من سد القنيطرة إلى البلدية عبر مشتة الشعبة والمشاتي المجاورة لها لأن هذه القناة ظلت تسرب بسبب اهترائها أزيد من 40 % من المياه المتدفقة عبرها لولا تدخلات الترميم بين الحين والآخر ,ولدى طرحنا لمطلب السكان بضمان ديمومة الماء وعد ذات المصدر بإيصال الماء إلى المساكن بنسبة 100% مع ضمانه يوميا 24/24 ساعة وهو ما ظل حلما للسكان مند الاستقلال ليزيلوا إلى الأبد مشاهد الحنفيات العمومية المتوارثة من العهد الاستعماري ومظاهر العربات والطوابير اليومية بالأماكن العمومية إضافة إلى هذا شرع في تجديد شبكة التطهير التي كانت محدودة ومهترئة بل إن الإحصاء الأخير للسكن والسكان كشف عن وجود مساكن غير مربوطة بقنوات الصرف الصحي ؟ . وبغرض المحافظة على نظافة ماء السد من التلوث وحفظ صحة السكان تقرر الشروع في انجاز محطة ضخمة لتصفية المياه القذرة تصب فيها ابتداء قنوات الصرف الصحي من بلديتي أم الطوب وبني والبان حيث انتهت الدراسات المتعلقة بها وسجل المشروع على مستوى مديرية الري وستنطلق أشغاله عن قريب . وبعد 12 سنة من الانتظار تقرر توسيع شبكة الغاز الطبيعي لأم الطوب ليشمل كل الأحياء بنسبة 100% خصص له مبلغ مالي تجاوز ال 57 مليار سنتم حيث انتهت الأشغال بحي 50 مسكن وضواحيه وزود السكان بهذه المادة الحيوية وتخلصوا من قارورات الغاز التي لازمت يومياتهم مند الاستقلال فيما انطلقت الأشغال ب 08 أحياء جديدة . واجهات تعكس تاريخ المدينة الحضاري والسكان يستعيدون الأرصفة المصادرة بالتوازي مع أشغال التهيئة وتوسيع شبكة الماء والغاز وهاتف الألياف البصرية وقنوات الصرف الصحي شرع في مشروع كبير ب 35 مليار للتحسين الحضري الذي بدأ يعطي صورة جديدة لأم الطوب لم يألفها السكان والزوار ,وفي هذا الصدد وسع الشارع الرئيسي من مدخل المدينة إلى مخرجها حيث أعيد تأهيله وعبد على غرار الشوارع المتفرعة عنه القديمة والجديدة مما ساهم في فتح مداخل جديدة للبلدية وتجاوز عهد الشارع الوحيد وخلق مساحات كثيرة لركن السيارات وحرك النشاط التجاري لأصحاب المحلات وفيما قسم الطريق المزدوج بأعمدة الإنارة العمومية والأشجار الخضراء ليعطي مسحة جمالية على المنظر العام تعزز بمنشأة فنية عند ملتقى الطرق تحمل بعض أنواع الخزف التقليدي وتحيط بها أشجار خضراء تتدفق من بينها المياه وتشع الأضواء ليلا وتقابلها حديقة استراحة اقتربت أشغالها من الانتهاء كما تقرر تنصيب عشرات الجداريات على طرفي الشارع الرئيسي لمدخل المدينة تحمل في حمولاتها ومضامينها أبعادا حضارية تعكس عادات وتقاليد وتاريخ المنطقة وحاضرها على غرار صور لكتاتيب حفظ القران التي اشتهرت بها المنطقة من عهد الأتراك والمخطوطات والحلي والألبسة التقليدية والأواني الفخارية والطينية وأدوات الأكل الخشبية والأشجار المثمرة وينابيع الماء والمساكن الطينية وعادات جني الزيتون وجلب الماء الجماعي بالجرار من قبل النساء والحرث بالمحراث والثيران والحصاد وتربية الدواجن والمواشي ورعيها والحلب وتحضير اللبن وتحضير الكسكس والتويزة والصيد البري والغناء والتراث الشعبي والأفراح وصور علماء وأبطال وشهداء ومعارك الثورة وبعض مشاهد الجرائم الاستعمارية وأساليب التعذيب والتهجير علاوة على جداريات تشير إلى الحداثة والتطور العلمي والتكنولوجي والمدرسي والرياضي والفني واندماج الجزائر في العصر ربطا للماضي بالحاضر وبالمستقبل وغيرها من الرموز والدلالات . كما أعيدت تسمية الشوارع الكبرى بأسماء ذات دلالات تاريخية حيث سمي مدخل البلدية إلى المحول شارع أول نوفمبر ومنه إلى مخرج البلدية نحو المتوسطة شارع الاستقلال فيما سمي شارع وسط المدينة بشارع جيش التحرير الوطني . السلطات المحلية أشهرت سيف الحجاج لمجابهة الفوضى فلا أحد فوق سلطة القانون تقول مهما كان ولا محاباة بعد عقود من التململ وغض الطرف ومحاولة نشر ثقافة النفوذ والبايلك حيث أعادت الاعتبار للأرصفة ابتداء باستعادتها ممن صادر بعض أجزائها من خلال تهديم الشرفات الفوضوية للمحلات المواجهة للرصيف وتطهيرها من الباعة المتجولين والنفايات التي كثيرا ما غص بها على مدى عقدين من الزمن وانتهكت حرمة المساجد والمؤسسات الرسمية وشوهت المنظر العام وتردى بسببها المحيط قبل أن يجدد بلاطه كليا بشكل أجمل وأكثر تهيئة للاستعمال من قبل الراجلين ,وقد امتدت أشغال التهيئة للأحياء حيث وقفنا على عينة من ذلك بحي 50 مسكن وحجر العافية والأشغال على أهبة الانطلاق بباقي الأحياء فور انتهاء أشغال مد شبكة الماء والغاز للتخلص من عقدة الأوحال والغبار وتردي المحيط الذي واكب حياة السكان . سكان المشاتي يراهنون على فك العزلة وطريق الكورنيش السياحي ما يزال مجرد حلم أما الطرقات البلدية فقد استفادت هي الأخرى من غلاف مالي قدر ب 68 مليار حيث انطلقت الأشغال بالطريق البلدي أم الطوب أولاد جامع عبر سوق الأحد وبطريق أم الطوب نحو أم زديوة حمام جامع في انتظار ترقية الطريق البلدي أم الطوب نحو الطريق الوطني 85 بمحاذاة سد القنيطرة إلى طريق ولائي خلال إشغال الدورة القادمة للمجلس الولائي وقد خصص له مبلغ 26 مليار لإعادة تأهيله ومحاولة فك طريق جديد نحو ولاية جيجل عبر المقطع. السكان يتطلعون إلى تمرير الطريق عبر كورنيش سد القنيطرة ليغدو طريقا سياحيا ويقصر المسافة ويتحاشى العقبة الكأداء التي يعبرها حاليا نحو الشرايع ,رئيس الدائرة قال إن الفكرة جميلة وسيدرس إمكانية تجسيدها سواء مع الأشغال العمومية أو مع محافظة الغابات في إطار فك المسالك الجبلية والدفع نحو خلق فضاءات سياحية عائلية هناك لكن في الوقت الراهن يقول الأولوية لإعادة الاعتبار للطريق . وفي ميدان السكن استفادت بلدية أم الطوب ب1350 مسكنا من شانها أن تخفف إلى حد كبير من الأزمة الخانقة التي تؤرق السكان الذين لم يستفيدوا مند الاستقلال إلا بحوالي 220 مسكنا اجتماعيا في حين تأخرت أشغال انجاز 100 مسكن شرع فيها مند أكثر من 10 سنوات ولم تسلم إلى الآن ,وحسب رئيس الدائرة فان السكنات الجديدة تشمل 650 مسكنا ريفيا تم توزيعها على مستحقيها بالكامل و 700 مسكنا ذات طابع اجتماعي إيجاري وترقوي مدعم ستنطلق أشغال 300 مسكن منه قريبا بمخطط شغل الأراضي الثاني و300 مسجلة للانجاز في آجال أخرى ليست بعيدة هي الأخرى في حين انتهت أشغال ال 100 مسكن اجتماعي ولم تبق إلا التهيئة الخارجية ليتسنى توزيعها قريبا بعد أن تمت الدراسة الأولية للطلبات.وفيما يعد هذا العدد تاريخيا فان السكان متخوفون من أن يلقى نفس مصير السكنات السالفة أن حدث تراخ من قبل مؤسسات الانجاز. وبهذه المشاريع الحيوية التي حولت البلدية إلى ورشة كبيرة مفتوحة يوميا ستنقل تدريجيا السكان إلى التمدن طوعا أو كرها بالقوة أم بالفعل ويبقى الرهان الكبير على النتائج المتوقعة منها بعد سنوات في تحقيق الاستقرار والتنمية وفرص العمل والاستثمار لاسيما للشباب أصحاب الحرف الذين استفادوا من عشرات المحلات وقريبا سيستفيدون بمركز كبير خاص بهم انتهت الأشغال به .