أكّد جلّ مربي النحل بولاية تيبازة على التراجع الكبير الذي شهده محصول العسل لهذه السنة، إلى حد أضحى يثير المخاوف مما تخبئه المواسم القادمة بالنظر إلى كون النحالين كانوا قد أرجعوا ضعف إنتاج موسم الربيع إلى تساقط الأمطار بغزارة وتأخر عملية الإزهار عموما مما أدى بالعديد منهم إلى تأجيل عملية الجني إلى غاية موسم الصيف ليفاجأوا أخيرا بالكارثة. وفي هذا الإطار، أكّد بعض النحالين أنّ مردود الخلية الواحدة تراجع من معدل 15 كلغ كمعدل للإنتاج الموسمي المشترك بين الربيع والصيف إلى 5 كلغ فقط كمعدل للموسم الحالي، ومن ثمّ فقد أعرب العديد منهم عن تخوفهم من تداعيات الاحتباس الحراري الذي يهدّّد الكرة الأرضية والذي أسفر عن زيادة ملحوظة في حرارة الأرض مما يؤثر سلبا على النباتات العسلية والنحل على حد سواء بحيث استدلّ هؤلاء بتوفر مجمل الشروط الاعتيادية للحصول على منتوج وافر هذا الموسم، إلا أنّ الرحيق بالنباتات العسلية كالكاليتوس مثلا لم يكن وافرا لأسباب تبقى مجهولة وتختلف هذه الظاهرة من منطقة إلى أخرى الأمر الذي أسفر عن تراجع مثير للإنتاج لم يسعف بعض النحالين في تغطية تكاليف الموسم. فيما أشار آخرون إلى أنّ سعر العسل يبقى مرشحا للارتفاع إلى درجات غير معهودة. والغريب في أمر محصول العسل لهذا الموسم أن النحالين الذي نقلوا جزءا من خلايا نحلهم إلى الهضاب العليا للحصول على عسل السدر لم يوفّقوا في ذلك ولم يجنوا من مبادرتهم سوى كميات محدودة من العسل. وأرجع بعض العارفين الأمر إلى موجة الحر الشديد التي اكتسحت تلك المناطق في الفترة الأخيرة، كما أن الذين اعتمدوا على النباتات المحلية بإقليم الولاية لم يوفقوا أيضا في بلوغ التقديرات المشار إليها عشية موسم الجني، لاسيما فيما يتعلق بموسم الصيف الذي كان النحالون يعتبرونه بمثابة المنقذ لنشاطهم، غير أنّ شيئا من هذا لم يحدث وتجرّع الكثير منهم ويلات الحسرة مما حصل. وفي سياق متّصل، أشار بعض النحالين إلى أنّ الأدوية الفلاحية الموصوفة حديثا والمتعلقة بمحاربة الأمراض النباتية المستعصية أضحت تشكّل خطرا محدقا بمعسكرات النحل، إضافة إلى تأثيرها السلبي المباشر على عملية الإزهار التي لم تعد توفّر الرحيق بكميات مقبولة. كما أن الرياح تعتبر عدوا لدودا للنحل في فترة نشاطه، مما أفرز تراكما هاما للعوائق التي حالت دون وفرة العسل في وقت يشكو فيه النحالون من صعوبة إيجاد فضاءات ملائمة لتربية نحلهم بحيث يضطرّ أغلبهم لاستئجار فضاءات من الفلاحين بأسعار متفاوتة، فيما يحظى مربو النحل بالبلدان الأوربية بترحاب كبير من لدن الفلاحين الذين يسارعون إلى استئجار خلايا النحل لإنعاش عمليات التلقيح.