شهدت قرية السهريج بالميلية بولاية جيجل، أول أمس، احتجاجات عارمة حيث تدخلت قوات الأمن العمومي لتفريق المحتجين باستعمال الغاز المسيل للدموع، من اجل فتح الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجل وقسنطينة والذي تم غلقه صباح أمس من طرف سكان السهريج على مستوى منطقة الكنطيلة بالميلية مستعملين العجلات المطاطية المشتعلة والحجارة والمتاريس. تدخل قوات الأمن العمومي جاء بعد أن رفض المحتجون التفاهم مع رئيس البلدية والدائرة. حيث تنقلوا إلى عين المكان قصد تسوية الأمر وتلبية مطالبهم وفتح الطريق، غير أن المحتجين طالوا بحضور الوالي وهو ما لم يحدث. لتتحول الحركة الاحتجاجية بعد تدخل قوات الأمن العمومي إلى مواجهات استعمل فيها الغاز المسيل للدموع وتطور الأمر بعد أن امتد إلى التراشق بالحجارة وهو ما خلف إصابات من كلا الطرفين. وقد تم على إثر ذلك توقيف 4 أشخاص. سكان منطقة السهريج قاموا بحركتهم الاحتجاجية بسبب وضعية حيهم بعد أن رفعوا في مرات عديدة انشغالهم للسلطات المحلية؛ مهددين بالتصعيد في حالة ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم. مطالب تعتبر من حقهم في الاستقرار بمنطقة السهريج، التي أضحت مهددة بالهجرة الجماعية لسكان سئموا المعاناة اليومية في التنقل من وإلى المنطقة بعد أن تردت حالة الطريق الوحيد الرابط المنطقة بالطريق الوطني رقم 27 الرابط بين ولاية جيجل وقسنطينة في نقطة محول بلارة بالمكان المسمى»الكنطيلة». وضع الطريق سبب معاناة السكان أدى تدهور حالة الطريق الذي تمت تهيئته منذ ما يزيد عن ال 15 سنة بطريقة لم تراع فيها المقاولة المنجزة للمشروع أدنى معايير الجودة، حيث قامت بتعبيد الطريق دون إعادة تهيئته وفتح بعض المسالك الضيقة؛ وهو ما سرع في تدهور الطريق بصورة كبيرة. وقد تسبب تدهور الطريق في عزوف الناقلين العمل على هذا الخط خوفا منهم على مركباتهم وخوفا من حوادث قد تحدث في طريق كله منحدرات ومطبات وحفر، والتي زادت سواء بعد التقلبات الجوية التي عرفتها المنطقة خلال فصل الشتاء. عزوف الناقلين سواء أصحاب الحافلات أو الخواص ممن اعتاد السكان على مركباتهم في نقل وبيع قارورات غاز البوتان أو صهاريج المياه. نظرا لغياب الماء عن المنطقة واعتمادهم على مياه العيون والينابيع للتزود بالماء بسبب عزوف الخواص على نقل لوازم وضروريات الحياة؛ أعاد السكان إلى الحياة البدائية بالاعتماد على «الحمير» لنقل قارورات غاز البوتان وأكياس الدقيق ولوازم أخرى يصعب نقلها بالأيدي. وزد على ذلك معاناة أخرى تمثل في غياب قاعة علاج بالمنطقة، رغم وجود قاعة علاج بمنطقة «أعمريون» المجاورة لمنطقة «السهريج»، غير أنها غير مفعلة ولا تزال عبارة عن هيكل بلا روح منذ سنوات تعدت العشر سنوات. فمن أجل الوصول إلى المراكز الصحية بمقر بلدية الميلية يتكبد المواطن مشقة كبيرة، رغم كل ذلك فالمشقة التي يتكبدها العجزة والحوامل والأطفال من أجل التنقل إلى هذه المراكز الصحية من عيادات متعددة الخدمات أو إلى المستشفى هي الأكبر. فهم مجبرين غير راغبين على قطع مسافة تتعدى ال 5 كلم مشيا على الأقدام ليتمكنوا من الوصول إلى الطريق الوطني رقم 27 في منطقة «الكنطيلة» وبعدها ركوب حافلات تنقلهم إلى مقر البلدية. معاناتهم طالت وصمت المقابر يخيم على السلطات المحلية بعد الكم الهائل من الشكاوى الكثيرة والمتكررة من اجل إعادة الحياة للمنطقة التي يخيم عليها شبح الهجرة الجماعية لسكان فقدوا القدرة على تحمل المزيد من المعاناة التي طال أمدها. وبعد أن استنفذ السكان كافة الوسائل لم يبق أمامهم إلا الاستنجاد بالسلطات للاستجابة لمطلبهم، وإلا سيقومون بقطع الطريق الوطني رقم 27 في نقطة محول بلارة إلى أن يتم تلبية مطلبهم المتمثل في إعادة تهيئة الطريق وتعبيده كمطلب رئيسي وبعده تزويد الحي بالماء الشروب والإنارة العمومية وفتح قاعة العلاج المتواجدة بمنطقة «أعمريون» وتجهيزها.