اضطرت العائلات المقيمة منذ الحقبة الاستعمارية بمزرعة رامي أمقران بفوكة بولاية تيبازة، إلى استغلال المياه الموجهة للسقي الفلاحي نتيجة صعوبة التزود بهذه المادة الحيوية الغائبة عن سكناتهم منذ أكثر من نصف قرن بسبب عدم ربطهم بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب التي تجتاز حيهم دون أن يستفيدوا منها وهي المفارقة العجيبة التي لم يتمكن السكان من هضمها فضلا عن افتقادهم لشبكات الصرف الصحي مما ينذر حسبهم بوقوع كارثة صحية في حالة عدم تدخل الجهات الوصية في أقرب الآجال. تعاني مزرعة رامي أمقران الواقعة على نحو ثلاثة كيلومترات عن مقر بلدية فوكة بولاية تيبازة، إهمالا وتهميشا كبيرين دفعت ثمنهما أكثر من 200 عائلة لاتزال إلى يومنا هذا حسب شهادات السكان محرومة من أهم ضروريات العيش الكريم، في مقدمتها المياه الصالحة للشرب التي لايزالون يحلمون بأن تصل يوما ما إلى سكناتهم. وما زاد من غيظهم وتذمرهم مرور قنوات المياه الصالحة للشرب وسط مزرعتهم التي تضم العديد من التجمعات السكنية من بينها حي غيران وحوش نوار دون أن يستفيدوا منها، مما كاد أن يدفع بالبعض منهم إلى قرصنة المياه من القناة الرئيسية غير أن تدخل بعض عقلاء الحي حال دون ذلك. وفي هذا الخصوص أشار محدثونا إلى المعاناة الكبيرة التي يتكبدونها بفعل هذا المشكل العويص الذي اضطرهم وعن مضض إلى استغلال مياه السقي الفلاحي من المزارع المحيطة بهم رغم علمهم بعدم صلاحيتها للشرب فيما عمد باقي السكان إلى التزود بهذه المادة من مسجد سان موريس الذي يبعد عنهم بكيلومتر يقطعه أرباب الأسر والأطفال مشيا على الأقدام متحملين تعب وعناء حمل الدلاء وخطورة الطريق الذي شهد حسب شهادات السكان العديد من حوادث المرور المروعة وفي هذا الخصوص طالب محدثونا السلطات المحلية التدخل بوضع ممهلات على مستوى هذا الطريق الذي يشهد يوميا سيولة مرورية مكثفة، فضلا عن السرعة المفرطة لأصحاب السيارات التي باتت تشكل خطرا على حياتهم. على صعيد آخر اشتكى سكان مزرعة رامي أمقران من افتقاد حيهم لشبكات الصرف الصحي مما أجبرهم ومنذ عقود من الزمن على إنجاز حفر العفن تفيض في أرجاء الحي عند امتلائها محدثة سيولا من المياه النتنة التي تسد الأنفاس خاصة خلال هذا الفصل المتسم بشدة درجة الحرارة وقد نجم عن هذا الوضع يضيف محدثونا انتشار الروائح الكريهة والعديد من الحشرات سيما منها الذباب والبعوض التي باتت تتقاسم معهم الحياة وأية حياة يقول ممثلوا الحي الذين إستنكروا تهميشه وإقصائه من المشاريع التنموية حيث سجل ومنذ الاستقلال وإلى يومنا استفادة واحدة من سكن اجتماعي فيما لاتزال العشرات من الطلبات حبيسة أدرا ج مكاتب المسؤولين المحليين الذين يجهلون حسب محدثينا موقع حيهم وهو ما اكتشفوه أثناء آخر لقاء جمعهم برئيس بلدية فوكة الذي لم يتلق منه سوى الوعود والكلام الفارغ من محتواه. كما اشتكى السكان من تردي وضعية الطريق بفعل الأشغال التي قام بها أحد المقاولين الذي غادر الحي منذ 5 سنوات تاركا طرقاته التي أنجزها الكولون في وضع كارثي رغم أنها كانت تتواجد في وضع جيد كما تسبب ذلك الأخير أيضا في تقطيع الكوابل الهاتفية التي لم يتم إصلاحها منذ 4 سنوات مما تسبب في حرمان السكان من خدمات الهاتف الثابت والأنترنيت. السكان الذين أبدوا تخوفهم الشديد من انتشار الأمراض الوبائية في أوساطهم بفعل تدفق المياه القذرة في الخلاء وشربهم لمياه ملوثة ناشدوا والي تيبازة التدخل لأخذ انشغالاتهم المرفوعة بعين الاعتبار بعد أن باءت شكاويهم المطروحة على المسؤولين المحليين بالفشل.