شن بحر الأسبوع الجاري سكان حي بن دومي بفوكة، سلسلة من الاحتجاجات المتوالية، من خلال إقدامهم على غلق مقر الدائرة وقطع الطرق احتجاجا على إقصائها من حصة 60 مسكنا التي كانت موجهة إليهم في الأصل، مطالبين وزير السكن التدخل لفتح تحقيق في القضية وإنصافهم·ئ هذا واصطدمت خمسين عائلة تقيم بدوار بن دومي بفوكة بولاية تيبازة بخبر إقصائها من مشروع 60 مسكنا إجتماعيا إيجاريا الموجه لهم حسب ما وعدهم به كل من الوالي·
رئيس الدائرة والبلدية ليتبخر بذلك حلم مغادرتهم القصدير الذي يعيشون تحت سقفه منذ نصف قرن حسب ما كشف عنه ل”البلاد” ممثلو السكان الذين شنوا خلال الأسبوع الجاري العديد من الحركات الاحتجاجية التي لم تحرك لها ساكنا رئيسة دائرة فوكة التي رفضت استقبال ممثلي المحتجين وهو ما أجج غضبهم·
هذا ويعد يعد دوار بن دومي المعروف بحي قوراي نسبة للمجاهد قوراي عبد القادر البالغ حاليا من العمر 83 سنة
حسب ما صرح به ل”البلاد” المحتجون من بين أكبر الأحياء فقرا وتهميشا على مستوى دائرة فوكة نتيجة عدم الاهتمام به من قبل المسؤولين المحليين الذين اكتفوا حسب شهادات السكان بإمطارهم بالوعود التي بقيت مجرد كلام لاكه هؤلاء المسؤولين في العديد من المناسبات لامتصاص غضب السكان الذين تفاجأوا مؤخرا بإقصائهم من الاستفادة من حصة 60 مسكنا التي انتهت بها الأشغال كلية، رغم أنها كانت موجهة إليهم منذ بداية المشروع الذي أنجز خصيصا لهم حسب ما وعدهم به المسؤولون منذ أزيد من أربع سنوات·
وحسب شهادات المحتجين، فإن العديد من المشاريع السكنية وزعت عبر إقليم دائرة فوكة دون أن يستفيد ولا واحد من هؤلاء السكان من شقة رغم حاجاتهم الماسة إليها، وهذا بالنظر إلى الظروف المأساوية التي يعيشونها داخل أكواخ وبيوت قصديرية تنعدم بها أدنى ضروريات العيش الكريم حسب معاينتنا لها رفقة ثلة من سكان الدوار الذين يتقاسمون الحياة مع الجرذان والقوارض، مما دفع بعضهم إلى تربية عدد من القطط لمجابهة هذا النوع من الحيوانات التي باتت تشكل خطرا على حياتهم خاصة الأطفال·
ومازاد من معاناة هذه العائلات، غياب قنوات الصرف الصحي التي عوضت بحفر العفن التي تفيض في الخلاء عند إمتلائها محدثة سيولا من المياه النتنة
التي تجلب إليها صيفا أنواعا عديدة من الحشرات، لا سيما منها الذباب والبعوض، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها·
وقد تسبب هذا الوضع في إصابة الأطفال على وجه الخصوص بالأمراض المزمنة خاصة منها الربو والحساسية· كما أشار محدثونا أيضا إلى اقتحام الثعابين لمنازلهم وحرمانهم من المياه الصالحة التي يتزودون بها من مصادر مختلفة·
هذه العائلات تتجرع مرارة العيش بسكنات قصديرية منذ ما يناهز الخمسين سنة، اضطرت بعضها إلى توقيف بناتها عن الدراسة رغم حصولهن على معدلات عالية بسبب بعد المؤسسات التربوية عن أماكن إقامتهم وعدم قدرة أوليائهن على التكفل بمصاريف التمدرس، خاصة وأن جميعهم تقريبا فلاحين وعمال بسطاء يتقاضون أجورا زهيدة لا تسد الجزء القليل من احتياجات أسرهم·
سكان دوار بن دومي الذين سئموا العيش داخل جحور ومن الوعود التي أمطروا بها منذ سنوات، ناشدوا والي تيبازة التدخل العاجل لانتشالهم من الوضع اللاإنساني الذي يعيشونه بعيدا عن أية التفاتة من قبل المسؤولين الذين فاجأوهم مؤخرا بإقصائهم من حصة 60 مسكنا التي كانت قد أنجزت خصيصا لهم، مما دفعهم إلى شن سلسلة من الحركات الاحتجاجية في مسعى لإسماع معاناتهم وآهاتهم للمسؤولين المحليين الذين أداروا لهم ظهورهم·