قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس السبت ان تنظيم القاعدة قد يسيطر على البلاد اذا تخلى عن منصبه بموجب اتفاق بوساطة خليجية سبق ان اعلن قبوله له.وتراجع صالح مرتين عن توقيع اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي -كانت أحدثهما يوم الأربعاء الماضي- رغم المساعي الدبلوماسية من مسؤولين أمريكيين وخليجيين وأوروبيين.لكن مسؤولا يمنيا قال إن عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي يرأس جهود الوساطة وصل إلى اليمن مرة اخرى اليوم السبت وان من المتوقع ان توقع المعارضة على الاتفاق في وقت لاحق من اليوم في حين من المنتظر ان يوقع صالح والحزب الحاكم اليوم الاحد. وقال صالح في احتفال ان تنظيم القاعدة سيسيطر على محافظات مأرب وحضرموت وشبوة وابين والجوف اذا ما سقط النظام وهي المحافظات التي ينشط فيها التنظيم.وأضاف ان الرسالة التي يبعث بها للاصدقاء في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي هي ان الوضع سيتدهور اكثر في ظل النظام الذي سيخلفه.وقال "هذه المبادرة... نتعامل معها بشكل ايجابي لمصلحة الوطن. في حقيقة الامر هي (المبادرة) عملية انقلابية بحتة ... لانها بدفع خارجي واجندة خارجية."ودعا صالح أمس الجمعة لاجراء انتخابات مبكرة حقنا للدماء فيما تواصلت الاحتجاجات التي تسود أرجاء اليمن منذ ثلاثة أشهر. وتجمع عشرات الآلاف من المحتجين في المدن في أرجاء اليمن أمس لمطالبة صالح بإنهاء حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود.وكانت واشنطن والرياض هدفين لهجمات جرى إحباطها لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهما حريصتان على إنهاء جمود سياسي يدفع اليمن أكثر إلى شفا الفوضى وقد يعطي المتشددين مساحة أكبر للعمل.وقال شهود امس السبت إن حوالي 35 محتجا اصيبوا حين تصدت قوات الامن للمحتجين في جامعة بمدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر. وتأثر العشرات بالغازات المسيلة للدموع.وقتل مدني بالرصاص امس الجمعة عندما اشتبك مسلحون مع الجيش عند نقاط تفتيش أمنية في ارجاء محافظة أبين المضطربة التي يعتقد ان متشددين من القاعدة ينشطون فيها.
ووصف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المبادرة التي طرحها مجلس التعاون الخليجي والتي من المتوقع أن يوقعه صالح في وقت لاحق أمس السبت بأنه "انقلاب" أملته أجندات أجنبية.وقال صالح :"نحن رحبنا بالمبادرة الخليجية،وأكدنا بأننا سوف نتعامل معها بشكل إيجابي لمصلحة الوطن،ورغم أنها في حقيقة الأمر عملية انقلابية بحتة ، لكننا قبلنا التعامل معها لأنها بدفع خارجي،وأجندة خارجية بدأت من تونس ومصر وسوريا والبحرين وعمان وفي اليمن ، فهذه أجندة خارجية لأنظمة دولية كبيرة تصدر مشاكلها إلى الآخرين". جاءت تصريحات صالح بعد يومين من مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما له بالتنحي ، وقبيل ساعات فحسب من الموعد المقرر لتوقيع الاتفاق الخليجي، بوساطة عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.وكان ائتلاف أحزاب "اللقاء المشترك" المعارض،قال في وقت سابق إنه تلقى تأكيدا من مصادر مقربة من الحزب الحاكم وكذلك جهات خارجية،على أن الاتفاق سيوقع لإنهاء الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. غير أن محمد القحطان ، أحد كبار أعضاء "اللقاء المشترك"، شكك في احتمال توقيع صالح على الاتفاق "بعد تصريحاته اليوم".وتقضي المبادرة بأن ينال صالح حصانة من الملاحقة القضائية وأن يبقى زعيما للحزب الحاكم،على أن تنقل سلطاته لنائب الرئيس في غضون شهر ، وأن تعقد الانتخابات الرئاسية بعد شهرين.وتراجع صالح بالفعل عن وعوده بتوقيع الاتفاق.ويتظاهر عشرات الآلاف من المحتجين في كل المحافظات والمدن اليمنية مطالبين بإنهاء حكم صالح للبلاد بعد أن قبض على زمام الحكم طوال 32 عاما.وقتل ما لا يقل عن 140 شخصا خلال الاضطرابات. كان صالح حذر في تصريحات له امس السبت من تواجد القاعدة في البلاد ، متنبئا بأن يتعرض اليمن للانقسام مجددا إذا ما غادر هو المنصب.ويحتفل اليمن اليوم الأحد بالذكرى الحادية والعشرين لوحدته.