فشلت المبادرة الخليجية بعد رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع عليها رغم أنها تؤمن انتقالا هادئا للسلطة يضمن سلامته وهدد بحرب أهلية وتوعد بمواجهة خصومه بكل الوسائل وفي كل مكان، وأكد صالح أن متشددي القاعدة قد يملأون فراغا سياسيا وأمنيا إذا أجبر على التنحي المجلس الخليجي يعلق مبادرته بعد تراجع صالح عن قراره ليعطي بذلك إشارة لإدخال اليمن في دوامة حرب أهلية قد تقود البلد إلى التدخل الخارجي ويفتح المجال تكرار السيناريو الليبي والتدخل الخارجي الذي سيدفع الشعب وحده فاتورته من الدماء.كما انه يهدد أمن دول الخليج المجاورة للبلد اذا عمت الفوضي في اليمن. لم يشفع عيد الوحدة اليمنية الذي احتفل به اليمنيون من أنصار السلطة والمعارضة كل بطريقته،، في تخفيف حدة احتقان الأزمة السياسية في البلاد، وكان المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه قد وقعوا المبادرة الخليجية في القصر الرئاسي بحضور صالح والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والسفير الأمريكي جيرالد ستيافين اللذين أقلتهما إلى القصر الجمهوري مروحية عسكرية من سفارة الدولة المحاصرة في صنعاء، ولم يستطع سفراء بريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول الخليجية من حضور التوقيع بسبب صعوبة خروجهم من مقر السفارة، وحاصر أنصار صالح مقر كلية الشرطة وقطعوا الطرقات الرئيسة لمنع توقيع صالح على المبادرة. وكانت المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن تقضي بمنح صالح حصانة من المحاكمة ويضمن له خروجا كريما من السلطة بعد أن حكم اليمن 33 عاما، وفي حالة توقيعه على الاتفاق كان صالح سيصبح ثالث زعيم عربي راسخ في السلطة تطيح به احتجاجات شعبية منذ يناير. من جهته علّق المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي العمل بمبادرته بشأن اليمن عقب رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها.وقال المجلس في بيان عقب اجتماعه في الرياض الليلة قبل الماضية إن الظروف غير ملائمة للمضي قدماً في المبادرة، مجدداً دعمه للشعب اليمني. وعبر المجلس عن أسفه لما حصل لسفارة الإمارات في صنعاء. من جهتها أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن خيبة أمل واشنطن لرفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، ودعته للتوقيع عليها. وفي السياق اعتبرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة يزج ببلاده إلى المجهول مع تصاعد حدة المواجهة بين المؤيدين له والمعارضين، خاصة بعد قيام عدد من المؤيدين بمحاصرة الدبلوماسيين داخل سفاراتهم بصنعاء قبل اجتماع التوقيع واضطرار الجيش لنقلهم بالطائرات. وتجدر الإشارة إلى أن مصدر في الحزب الحاكم باليمن أفاد أمس وفا لمصادر إعلامية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حريص على التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في بلاده ويتوقع أن يعود الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى صنعاء مجددا. ونقلت مصادر صحفية عن نفس المصدر القول أن الرئيس عبد الله صالح حريص على توقيع المبادرة الخليجية وأنه ماضي في طريق التوقيع نزولا عند رغبة المجتمع الدولي والإقليمي والخليجي. وتوقع المصدر عودة الزياني إلى صنعاء خلال الأيام القليلة القادمة لاستكمال إجراءات التوقيع على المبادرة الخليجية. الفجر