أكد الكاتب الروائي واسيني الأعرج، أن المسرح الوطني بحاجة إلي تغيرات جذرية، مبنية على تصورات حقيقية ونظريات واقعية، تجعل من المسرح يتجاوب مع المعطيات المحلية. وأضاف الدكتور واسيني الأعرج في حديثه للصحافة على هامش فعاليات الملتقى العلمي الذي ينظم في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أن المسرح الذي تسعى الدولة إلي تحقيقه ،لابد أن يكون من واقع مجتمعنا، و تكون البداية بإنجاز مسارح حسب تصورنا نحن " بتقنياتنا ، نصوصنا ، إخراجنا و حتى في طريقة تقدمها " ، وهي الخطوة الأولى للنهوض بالفن الرابع لأن التجارب المسرحية حسب واسيني الأعرج تؤدي بالضرورة إلى إعادة خلق العلاقة بين الجمهور و المسرح. هذا وتابع المتحدث حديثه بمجموعة من الاقتراحات للخروج من الركود الذي يتخبط فيه الفن الرابع و من أهمها أن يتم برمجة تعليم أبجديات المسرح في المدارس الوطنية بأطوارها المختلفة، وذلك قصد تنمية الحس المسرحي في جيل المستقبل ، بالإضافة إلي التفكير في تكوين الشباب الراغب في ولوج عالم الفن ، إلي جانب تكثيف البرامج المسرحية في قاعاتها وحتى في الإذاعة و التلفزيون، مضيفا في ذات السياق على ضرورة فتح منابر مسرحية جديدة تسمح للشباب ممارسة نشاطهم و يصبح فضاء يمكن من خلاله اكتشاف مواهب جديدة الذي ستكون في المستقبل المادة الخام للمسرح من جهة و إعادة العلاقة بين الجمهور و المسرح من جهة أخري. وقد أرجع واسيني الأعرج الركود الذي يميز المسرح الجزائري بصفة خاصة و المسرح العربي بصفة عامة إلي التغيرات السوسيولوجية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي عرفتها المجتمعات و التي انعكست سلبا علي العلاقة مع الفن ، و يضاف للجزائر العشرية السوداء التي دمرت حسبه البنية الثقافية و ليس فقط الفن. ويضيف الدكتور حتى يتم ما دمر لابد من إعادة النظر في السياسة المنتهجة في تسير المسرح بدايتا من القائمين الذي يجب أن تتوفر لديهم اهتمام مسرحي و بعد سياسي بعيد عن الأكاديمية. نسرين أحمد زواوي