قدمت الجزائر مؤخرا ملفا إلى الانتربول وإلى القضاء اللبناني من اجل المطالبة بتسليم الكندي هينك تيبير الذي قام بتوريد البطاطا الفاسدة للجزائر عام 2007، على اثر الأزمة التي عصفت بالجزائر في فترة تولي سعيد بركات للوزارة، والتي تم فيها استيراد كمية كبيرة من المادة، كان اغلبها من كندا، وتعرف بقضية " بطاطا الخنازير". ونقلت صحيفة ديلي ستار أمس أن "محامي المزارع الكندي هينك تيبير الذي اعتقل قبل نحو ثلاثة أشهر في لبنان يعملون على تأمين الإفراج عنه مع ضمان عدم ترحيله إلى الجزائر"، كما نقلت عن مصدر قضائي قوله إن "المدعي العام سعيد ميرزا ، تلقى في الآونة الأخيرة فقط ملفا من الحكومة الجزائرية تطلب فيه تسليمها المتهم"، كما أكدت أن الجزائر أرسلت وثائق إضافية لإتمام الملف الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر القضائي أن الوثائق الموجودة في يد المدعي العام سعيد ميرزا ليست كافية لتحديد ما إذا كان ينبغي أن يتم ترحيل المتهم تيبير إلى الجزائر أم لا، وترفض محامية المتهم اللبنانية نايلة حاطوم التعليق حول القضية خوفا من الضجة الإعلامية، لكن المصدر أكد في وقت سابق أنها تعمل على تأمين إطلاق سراحه ومنع تسليمه للجزائر. كما يرفض المحامي الكندي رودني جيليس الإدلاء بمزيد من التفاصيل نظرا لحساسية القضية، حيث يقول "لا يمكنني التعليق على أي شيء، انه يدعو للقلق بشأن الكيفية التي سيتم استلامه بها". وتسعى السلطات الكندية الى منع تسليم المتهم للجزائر، حيث يقول مكتب مايك ألن عضو البرلمان من مقاطعة تيبر أنه تم تقديم الدعم القنصلي للمزارع، كما أن مجموعة من المسؤولين والشباب تضم 374 عضوا عبر الفايسبوك قدموا الدعم للإفراج عن تيبر. ومع كل هذا، انتقد والد المتهم الحكومة الكندية، حيث قال "إنه لا يعتقد أن الحكومة الكندية لن تفعل ما يكفي لتأمين الإفراج عن ابني"، وأضاف "طلبت من رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إرسال رسالة إلى بيروت والانتربول، لكنه لم تفعل ذلك، أنا لا أعرف لماذا، لكن الحكومة لا تريد ان تقوم بذلك". وتعود تفاصيل القضية إلى شهر أكتوبر من سنة 2007، حين تم إغراق السوق الوطنية بأزيد من 300 طن من البطاطا الفاسدة وهي الكمية التي دخلت الجزائر من بين 3800 طن مستوردة من كندا إلى الأسواق الوطنية، حيث قام الكندي هينك تيبير البالغ من العمر 44 عاما، والمقيم في نيو برونزويك ويملك مزارع شاسعة بالقرب من شلالات توبيك الكبرى، بتوريد الجائر بهذه الكميات. وقد تم إلقاء القبض عليه في لبنان حين كان على رأس وفد تجاري إلى بيروت يوم 23 مارس بعد أن ورد اسمه في القائمة الحمراء في مذكرة توقيف دولية صادرة عن الأنتربول. محمد.ب