وصف رئيس منظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، عبد الكريم عبيدات، الجزائر ببلد مستهلك للمخدرات بعد أن كانت منطقة عبور، منددا بعدم لعب الأدوار الأساسية من طرف الأسرة والحركات الجمعوية لحماية الشباب من مخاطر الإدمان.
وأكد عبيدات على هامش ندوة صحفية بمقر جريدة المجاهد بمناسبة اليوم العالمي للمخدرات، أن الإحصائيات الرسمية الأخيرة تشير إلى 300 ألف مستهلك للمخدرات أقل من 35 سنة، مضيفا أن ما بين 160 إلى 200 ألف متعاطي للمخدرات يقفون أمام العدالة حسب إحصائيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، مشيرا إلى أن المخدرات لا تختار ضحاياها بل تمس مختلف الفئات الاجتماعية، ف 40 بالمائة من المتعاطين أميين، و30 بالمائة أصحاب مستوى ابتدائي ومتوسط، و15 بالمائة أصحاب مستوى جامعي فما فوق، مضيفا أن "الحيطيست" هو الذي يعاني منها كثيرا باعتباره يعيش في الفراغ. وقال عبيدات " لقد كنا نخاف على الشباب واليوم نحن نخاف على البنات أيضا"، مشيرا في ذلك إلى أن نسبة الإناث المستهلكات للمخدرات حددت ب 20 بالمائة، وبطريقة وموضة جديدة وهي الشيشة، ويتراوح سن المتعاطيات لها من 18 إلى 21 سنة، والشيشة مختلطة مع نوع من المخدرات إلا أنها تكون بخفية وتسمى "سبيسيال"، والشيشة نفس واحد منها ولوحدها دون خلطها مع المخدرات تساوي أربع علب سجائر. وأضاف رئيس المنظمة أن هذه الأخيرة قامت باستطلاع في إحدى المدارس أين قامت باستجواب 450 طالب، 30 بالمائة منهم قالوا بأنهم تناولوا المخدرات، 20 بالمائة منهم قالوا حسب المحيط، 15 بالمائة منهم قالوا نتناولها دائما، و10 بالمائة قالوا أنهم يتناولونها أحيانا. ونبه عبيدات إلى نقطة مهمة وهي احتمال الإصابة بالسيدا من خلال تعاطي المخدرات عن طريق الإبر التي تكون دائما مستعملة وليس في الغالب. وعن الممونين قال عبد الكريم عبيدات أن المغرب بعد أن فقدت سوق المخدرات نحو أوروبا وجهته إلى الجزائرتونس وليبيا، مضيفا أن كيلو واحد من المخدرات يباع في ظرف ساعتين فقط، ناهيك عن حجز 12 طن مؤخرا. وأضاف عبيدات أن المخدرات قد تطورت وأطلق عليها الشباب اسم "تشوشنة"، مؤكدا أن أسعارها ترتفع في شهر رمضان. وشدد ذات المسؤول على ضرورة تشريح حقيقي حتى نفهم الأسباب الحقيقية التي تؤدي بالشباب إلى تعاطي المخدرات، مضيفا أن السبب الرئيسي هو الانقطاع مع النظام الاجتماعي وذلك باستقلال الأولياء عن الأبناء، والتسرب المدرسي والفراغ أيضا. وتساءل رئيس منظمة حماية الشباب عن دور وزارة الشبيبة والرياضة التي تعنى بكرة القدم فقط، مشيرا إلى أن كرة القدم عبارة عن عرض، أما الشباب عبارة عن موضوع يجب أن يعنى به، مضيفا انه ما من سبب يجعل 600 قاصر يدخلون السجن في حين توجد مراكز لإعادة التربية والتأهيل المغلقة بدون فائدة، مشيرا بذلك إلى مركز بئر خادم للتربية والتأهيل الذي غلقت أبوابه منذ 7 سنوات. وأضاف عبيدات أنه حان الوقت لتحديد المسؤولية، فالأولياء مسؤولون، والمؤسسات المتكفلة بالشباب، والحركات الجمعوية، وكذلك الإعلام. كما ثمن عبد الكريم عبيدات مجهودات مديرية الأمن الوطني التي وفرت الأطباء، وحافلات الإسعاف النفسي، وحافلات الإسعاف المدرسي من أجل خلق خلايا للإصغاء عن طريق الخروج إلى الشارع، ناهيك عن 230 خرجة مع الإسعاف المدرسي، و230 خرجة الإسعاف النفسي، و356 حملات في المؤسسات التربوية، مضيفا أن التعاون بين الأمن والحركة الجمعوية قد أعطى نتائج ايجابية. وشكر عبيدات بالمناسبة مجهودات المركز الوقائي والعلاج النفسي المتواجد بالمحمدية، والذي فتح أبوابه في 26 جوان 1991، شاكرا في السياق ذاته الأطباء المتواجدين على مستوى المركز الذين تمكنوا من المعالجة بدون أدوية، وذلك بعد توصلهم لتركيبة طبيعية اسماها الشباب هناك "أنتيك" وهي تلعب دورا فعالا في الهدوء والتركيز. زينب.ب