دخل إضراب الناقلون الخواص بمدينة تيزي وزو أسبوعه الرابع ما شلّ حركة المرور بالمدينة ، و هذا تنديدا بقرار السلطات العمومية الذي اعتبره الناقلون استفزازا بحقهم ، والقاضي بغلق المحطة البرية وتحويلها إلى محطة كاف النعجة ببوهنوان، هذا الإضراب دفع ثمنه المواطن البسيط الذي وقع فريسة بين مخالب أصحاب النقل غير النظامي ، إذا بلغ سعر التذكرة في حدود 500 إلى 1200 دج بعدما كانت في السابق تبلغ 120 دج ،هذا الوضع الذي لم يعلن بعد عن نهايته ولّد سخطا كبيرا لدى المواطنين ، الجزائرالجديدة تقربت منهم و نقلت بعضا من معاناتهم . هل ستنتهي إمبراطورية النقل بعاصمة جرجرة؟ لا يختلف اثنان في القول أن مدينة تيزي وزو تعتبر مفخرة وطنية في مجال النقل ، سواء تعلق الأمر بنوعية الخدمات المقدمة أوالحافلات المخصصة لنقل المسافرين ، فهي الأولى وطنيا كما أنه يعد المجال الذي يستثمر فيه المواطنون و يشكل مصدر دخلهم ،فهو العصب المحرك للمنطقة من حيث المداخيل أو من ناحية فك العزلة عن القرى و المداشر ،كما أنه وجهة الولاية المشرفة التي أرادت أن تسير النقل على خطى التطور و ضمان الرفاهية للمسافر ،و تساءل أحد المواطنين و نحن نقف في انتظار سيارة أجرة لتقلنا إلى العاصمة ،عن مصير" تيزي كليماتيزي" مشيرا إلى الرفاهية التي يتمتع بها ركاب الحافلات بالزيادة إلى عرض للأفلام و الموسيقى التي تكاد تيزي وزو تنفرد بهذه الخدمة للزبائن ، فهل ستنتهي إمبراطورية النقل في تيزي وزو بعدما كانت مفخرة الوطن ؟ الطاكسي المخفي يصوّر في تيزي وزو والكلونديستان ينتعش فيها إن أردت زيارة تيزي وزو هذه الأيام فنصحك بعدم المجازفة ، لأنك ستكون حتما فريسة سهلة للسائقين الكلونديستان ،الذين استغلوا الوضع و انتهزوا حاجة المواطنين بالولاية للتنقل ، ليقيموا ثروة طيلة أيام الإضراب و ذلك أمام أعين السلطات التي لم تستطع أن توقف الكم الهائل من المتوافدين على الولاية للربح السريع ، فيقول كمال السائق الذي استقلناه ليوصلنا إلى العاصمة بعدما احتسب سعر التذكرة ب500 دج ، و باءت كل محاولتنا معه بالفشل حين حاولنا أن ننقص من السعر ، و قال لنا أن أصحابه يعرضون سعرا أكثر بذلك بكثير من هذا ، و أكد لنا أنه يعمل كلونديستان منذ 09 سنوات و كانت وجهته الغرب ، و لكنه مع الإضراب الذي شل حركة المرور في تيزي وزو جعله يغير الوجهة رفقة زملائه ، كما أكد لنا أنهم في تزايد مستمر وهناك من أتى من ولايات بعيدة ليشتغل كلونديستان في عاصمة جرجرة التي أ ضحت أرضا خصبة للكسب السريع للمال في هذه الفترة ،و من الطرائف التي تشهدها هذه المواقف "أن أحد السائقين قال للركاب إن أوقفنا من طرف الشرطة فأنتم تعرفون ما تقولون ؟، مشيرا إلى نكتة فيلم الطاكسي المخفي !و حين سألناه عن مدى إقبال المواطنين و غلاء التذكرة أجابنا أنهم يقدمون خدمة للمسافرين الذين يكون تنقلهم ضروريا سواء للعمل أو زيارة الأهل أو المريض ،كما أن السعر في متناول أهل المنطقة الذين يملكون الأورو حسبه ! شركات النقل الخاصة تعتذر للمواطنين وتدعوهم لمساندتها تأسف حمور بوسعد مالك شركة " لو مونتانيارد للنقل " في حديثه للجزائر الجديدة ، عن الخسارة التي تسبب فيها للمواطنين و عدم التزامهم كمؤسسة بنقل الزبائن ، مؤكدا في ذات الصدد أنهم يدعون المواطنين للوقوف معهم في محنتهم و مشاركتهم ، و أثنى المتحدث على المبادرة التي أطلقها المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للناقلين ، من خلال الدعوة التي وجهها إلى منخرطيه على مستوى 9 ولايات للإضراب عن العمل هذا الثلاثاء ، تضامنا مع زملائهم بولاية تيزي وزو، في انتظار حل يرضي الجميع . أنيسة.ب