اشتكى أولياء التلاميذ والأساتذة معا، عشية حُلول اختبارات الفصل الدراسي الأول من الموسم الجاري، والتي ستنطلق الأحد القادم 28 فيفري وتدوم إلى غاية 4 مارس القادم، من ضعف مستوى التلاميذ، وأبدوا مخاوفهم من إمكانية ارتفاع نسبة الرُسوب في نهاية الموسم الدراسي. ووقفت "الجزائر الجديدة" خلال جولة استطلاعية في عدد من المدارس في الضاحية الشرقية للعاصمة على غرار الحميز والرويبة ودرقانة والرغاية، على الخوف والقلق الذي ينتاب أولياء التلاميذ والأساتذة معا بسبب نُقص الاستيعاب وضعف التحصيل لدى التلاميذ. وقد برزت أولى مؤشرات تدني المستوى التعليمي خلال الفروض المحروسة والتقويمات البيداغوجية التي أجريت خلال الفصل الأول. وفي هذا الصدد أكدت أستاذة للسنة الثالثة بمدرسة ابتدائية بالحميز، على أن المُستوى الدراسي لتلاميذها في ظل أول فصل دراسي بعد انقطاع دام قرابة ثمانية أشهر بسبب جائحة كورونا، انخفض إلى أدنى المراتب، رغم تراجع الحجم الساعي للتدريس والذي تقلص إلى النصف، حيث اصبح التلاميذ يدرسون يومين ونصف أو ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، وقالت الأستاذة إن التلميذ الذي كان مُتميزًا وبارعًا في السنة الماضية تحصيل على علامات متوسطة في تقويم اللغة العربية والرياضيات تراوحت بين 8 و 6,5 من 10 بينما سجل باقي التلاميذ علامات تتراوح بين 2 و 7 من 10. وحسب المتحدثة، فإن "الكثير من التلاميذ عاجزين عن الاستيعاب والتحصيل وحتى فهم الواجبات بمفردهم، ففي غالب الأحيان لا يحلون الواجبات المنزلية "، أما العائق الثاني الذي يحولُ دُون استيعاب التلاميذ للمكتسبات،حسبها، فهو عامل "النسيان"، إذ أن قطاع عريض من التلاميذ ينسون الدروس بسبب طول غيابهم عن القسم. وأضافت "مثلا أحد الأفواج المدرسية التي أدرسها، يدرسون ثلاثة أيام فقط في الأسبوع الإثنين والثلاثاء وساعتين فقط يوم الخميس ويرتاحون الجمعة والسبت والأحد ليحضروا إلى المدرسة يوم الإثنين، لذلك فهم لا يستوعبون الدروس التي قُدمت لهم الأسبوع المنصرم". نفس المُلاحظات قدمتها أستاذة للسنة الثانية بمدرسة ابتدائية، إذ قالت إنها تحاشت إجراء تقويمات لتلاميذها في الظرف الحالي بسبب تأكدها من ضعف مستواهم الدراسي رغم قلة التلاميذ في القسم وعدم وجود الفوضى والتشويش، فاليوم عدد التلاميذ لا يتجاوز 15 أو 20 تلميذ في القسم الواحد بعدما كان عددهم يتراوح بين 35 و 45 في القسم الواحد. وتُرجع الأستاذة أسباب ضعف المستوى التعليمي لتلاميذها إلى عدم إكمال المناهج الدراسية بسبب الجائحة بحيث وجدت نفسها مضطرة لاستكمال برنامج السنة الدراسية في بداية السنة لارتباط الدروس ببعضها البعض ورُغم ذلك وجد التلاميذ صُعوبة كبيرة في الاستيعاب بسبب عامل النسيان. من جهتها اشتكت "آية" أم لتلميذتين إحداهما تدرس في السنة الثانية والأخرى مقبلة على اجتياز امتحانات التعليم الابتدائي، من صُعوبة تأقلم ابنتيها مع ظروف التمدرس خلال هذا الموسم خاصة أمام لجوء الأساتذة إلى حشو الدروس وتقديم مطبوعات تتضمن درسين أو ثلاثة دروس ليتم شرحها في حصة واحدة بسبب ضيق الوقت، وقالت ل "الجزائر الجديدة" إنها لجأت إلى الدروس الخصوصية وإعادة شرحها للدروس في المنزل حتى لا تتيه ابنتيها، غير أن ذلك لم يفلح لان ذاكرتهما لا تستوعبان هذا الحجم الهائل، وأضافت إن ابنتها المقبلة على امتحانات التعليم الابتدائي حصلت على نقاط جد ضعيفة في اللغة العربية والرياضيات خلال مرحلة الفروض، والوضع ذاته ينطبق على ابنتها الصغرى التي تحصلت على 3 من 10 في هاتين المادتين.