لم تستجب السلطات العمومية الاستجابة لمطالب نقابات قطاع التربية وجمعيات أولياء التلاميذ بخصوص نزع المدارس الابتدائية من وصاية البلديات العاجزة عن توفير كافة الإمكانيات الضرورية للمتمدرسين، حيث قررت الوزارة الأولى وفي قانون البلديات الجديد إبقاء هذه الأخيرة وصية على هذه المؤسسات رغم إفلاس أغلبيتها، هذا وقررت السلطات العليا منح البلديات مهمة بناء الأقسام التعليمية التحضيرية. وأكدت السلطات العليا وفق قرار وقعه رئيس الجمهورية يخص قانون البلديات تكريس نشاطات البلدية في مجال التربية ما تعلق أيضا بالحماية الاجتماعية والرياضة والشباب، حيث شددت على إلزاميتها انجاز مؤسسات التعليم الابتدائي طبقا للخريطة المدرسية الوطنية وضمان صيانتها، ما يجعلها مستقلة عن وصاية وزارة التربية الوطنية المكلفة فقط بالسهر على انجاز مؤسسات الطور المتوسط والثانوي والعمل على توفير مختلف مستلزماتها. وشددت السلطات العليا على البلديات التكفل أيضا بانجاز وتسيير المطاعم المدرسية والسهر على ضمان توفير وسائل نقل التلاميذ والتأكد منه، وهو ما عجزت عن ضمانه في العديد من المناطق الداخلية والنائية وحتى في بعض المدن الكبرى، بسبب إفلاس البلديات تقرير رفعه الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ الذي دعا وزارة التربية التدخل من اجل تجريد البلديات من وصاية هذه الابتدائيات بالنظر أن التلاميذ هم الذين يتحملون عواقب العجز المالي الذي توجه المجالس الشعبية البلدية. وأكد معد التقرير ان شكاوى عديدة وجهت إلى الجهات المعنية للتحسيس على خطورة الأوضاع بالمدارس الابتدائية إلى أنهم لم يتلقوا أي رد، مشيرا إلى غياب التجهيزات الخاصة بالتدفئة في الأغلب منها ما يجعل فصل الشتاء جد قاسي على المتمدرسين خصوصا تلاميذ السنة الأولى والثانية، الذي يتعلمون في أجواء لا تستحمل، بسبب البرد القارس، أو ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الجنوبية الحدودية. كما أشار اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ الأوضاع الكارثية في المطاعم المدرسية المسيرة دائما من طرف البلديات اذ حذر من نوعية الوجبات المقدمة للتلاميذ، مشتكيا لجوء القائمين على هذه المطاعم على تخصيص عمال النظافة لإعداد وطهي الوجبات الغذائية في الوقت الذي تلجا العديد من المؤسسات الى تقديم وجبات باردة في عز الشتاء لغياب الإمكانيات الضرورية والتجهيزات. وسلط الاتحاد الأضواء على غياب الأمن على مستوى المدارس بسبب عملية التوظيف العشوائية لأعوان الأمن اذ أنهم وفي الكثير من الأعيان يتم تعيين شباب منحرفين ومخدرين دون مراعاة خطر هؤلاء على التلاميذ الذي لا يتعدى اكبرهم12 سن، حسب أولياء التلاميذ الذي طالبوا السلطات العليا الى مراجعة قراراتها. ويأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه السلطات العليا منح البلديات مسؤولية بناء المدارس التحضيرية في قراراتها حيث أكدت انه تم اتخاذ وفي التشريع والتنظيم المعمول به كل التدابير الموجهة لترقية تفتح الطفولة الصغرى والرياض وحدائق الأطفال والتعليم التحضيري والتعليم الثقافي والفني، من اجل التكفل بالتلاميذ ما قبل السنة الأولى، وهو ما أثار مخاوف نقابات قطاع التربية واتحاد جمعيات أولياء التلاميذ الذين اجمعوا على أهمية تدخل الوزارة الوصية من اجل التكفل الجيد بالتلاميذ. م.ك