حذرت حركة النهضة من العواقب التي قد تترتب عن محاولات إفشال مشروع الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوافليقة. و في كلمة افتتاحية ألقاها خلال ندوة نشطها الحزب بمناسبة ذكرى 20 أوت أول أمس بالجزائر العاصمة عبر الأمين العام لحركة النهضة فتحي ربيعي عن تخوفات حزبه من "مؤشرات" تتجلى من خلالها كما قال "وجود إرادة لعرقلة الإصلاحات". و في رأي ربيعي توجد "جهة ترى أن الجزائر بمنأى عما يحصل في المحيط العربي و لا وجود لأزمة في الجزائر تستدعي إصلاحات سياسية" دون أن يحدد تلك الجهة التي حملها مسؤولية "الإخطار التي قد تنجم عن فشل الإصلاحات السياسية". و اعتبر أيضا أن "إفشال فرصة الإصلاح خطر قد يكون له عواقب على استقرار البلاد" كما أكد في نفس السياق "أن الخطأ في التشخيص سيؤدي لا محالة إلى خطا في المعالجة". و بحسب ربيعي فان "المؤشرات الأولية تبين عدم جدية الإصلاحات" مستدلا بذلك بإشارته إلى ما اعتبره "عدم احترام مبدأ التدرج في القوانين فعوض أن يكون البدء بالدستور شرعت الحكومة في تعديل قوانين أخرى كان من الأحرى أن تنبع من القانون الأم بعد تعديله". كما عاتب الأمين العام "أصحاب القرار" بما سجله من "انعدام الشفافية" المتجلية حسبه في عدم معرفة مصير مقترحات الشخصيات و الأحزاب التي شاركت في المشاورات و "ظهور قوانين لا صلة لها بالمقترحات" كما اعتبر بأن "طريقة إخراج النصوص المعدلة للرأي العام توحي بطبخها في غرف مظلمة". و في هذا الصدد يرى ربيعي "أن الجزائر التي كانت رائدة في التعددية بعد أحداث أكتوبر 1988 أصبحت اليوم تعرف عودة إلى الحزب الواحد بواجهة تعددية". و بحسب مسؤول حركة النهضة فان الجزائر اليوم "أمام خيارين أما إصلاح حقيقي شامل و عميق و إما تكريس للواقع الرديء على كل المستويات الذي سينتج عنه عزوف عن الفعل السياسي و الياس من التغيير و هذا سيؤدي حتما إلى ضعف الجبهة الداخلية و تفككها و يفسح مجالا واسعا للتدخل الأجنبي". و دعا في هذا المجال إلى "عدم هدر فرصة الإصلاح و إعادة النظر في المنهجية المقترحة" كما أكد على ضرورة "تهيئة أجواء لإصلاحات حقيقية تفضي إلى انتخابات حرة و نزيهة و إشاعة أجواء الحرية و تكريس العدالة الاجتماعية" معتبرا أن ذلك "لا يتحقق إلا بحكومة كفاءات". و قال في الأخير إننا "نحتاج اليوم إلى عمل جاد و نضال صادق للمحافظة على قيم الثورة و إعادة الأمور إلى نصابها و تحقيق حلم الشهداء بالوقوف في وجه محاولات الطمس و التشويه و الدفاع عن ثوابت الأمة و الحريات و تمكين الشعب من حقه في الاختيار الحر و النزيه للبرامج و الرجال". ص.م