طالب أول أمس الباحث والإعلامي سعدي بزيان بضرورة رد الاعتبار للكاتب جمال الدين بن الشيخ المتوفي في فرنسا عام 2005، والذي خلّف إرثا ثقافيا كبيرا اشتغلت عليه ولا تزال الكثير من دوائر البحث العلمي وأشار المتحدث أن الجهد العلمي الحثيث الذي تركه جمال الدين بن الشيخ يشفع له أن تقوم الجهات المعنية في الجزائر ينفض الغبار عنه ورد الاعتبار لشخصه وهوالذي اضطرته الظروف لمغادرة الجزائر في بداية الستينيات بعيد أن نجح في إدخال مادة الأدب المقارن في المنهاج الدراسي لجامعة الجزائر. ونبه بزيان أن الفقيد اهتم به المشارقة والمغاربة وتناساه بنو قومه في الجزائر رغم كونه من مواليد مدينة الدارالبيضاء المغربية التي زوال فيها دراسته وحصل على شهادة "التبريز" في الأدب الفرنسي، ودرس اللغة العربية وتمكن من ناصيتها، وصولا إلى توليه مهمة التدريس في جامعة الجزائر ولعب دورا في ترسيخ مادة الأدب المقارن ومرّ على يديه العديد من الطلبة غير أن مسيرته بذات الجامعة توقفت في 1969 أين اضطر إلى مغادرتها تحت طائلة ظروف قاهرة، وفي العاصمة الفرنسية تمكن بن الشيخ من فرض نفسه طرفا أساسيا في المشهد الثقافي وهنا كانت بداية من تأسسيه للقسم العربي بإحدى الجامعات الفرنسية ولإنجاح مهمته الجديدة قام بتوفير طاقم تدريسي مؤهل من الأسماء ذات الوزن النوعي في العالم العربي في مجال تخصصها مثل الناقد المصري محمود أمين العالم الذي تخصص في تدريس مقدمة ابن خلدون إضافة إلى الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الذي تحول فيما بعد إلى صديق مقرب من الراحل جمال الدين ابن الشيخ. وفي خضم التعريف بفقيد الثقافة الجزائرية ذكر سعدي بزيان بقصة اللقاء الذي أجراه معه ونشر في جريدة الشعب سنة 1979 والذي أحدث ضجة كبيرة خصوصا من بعض الأسماء التي تبدي حماسا مفرطا للطروحات الرسمية حول التعريب. وبعد حديثه عن قيام الرجل بإنشاء "كوليج دوفرانس" تطرق الباحث سعدي بزيان إلى ثمرة الجهد العلمي الذي انبثق عنه ترجمة رائعة وشهيرة لكتاب ألف ليلة وليلة والذي نشرته دار النشر الشهيرة "غاليمار" والذي تولى الناقد المغربي محمد برادة نقله إلى اللغة العربية، ويعزى إلى جمال الدين بن الشيخ أيضا تآليف أخرى مثل "خمريات أبي نواس" وأشعار المتنبي" وقصة الإسراء والمعراج.