تتواصل لليوم الثاني على التوالي بقصر الإمامة بتلمسان فعاليات الملتقى الدولي "تلمسان و نواحيها في الحركة الوطنية و ثورة التحرير"، المندرج في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، و الذي أكد فيه المشاركين على الدور الذي لعبته تلمسان في تفعيل الثورة التحريرية، داعين في ذات الوقت إلى ضرورة هذه الملتقيات التي تساهم في توثيق الثورة من جهة و حتى تكون مرجعا للأجيال الصاعدة. أكد الباحث الفرنسي "منسيرون جيلاز"، في مداخلته حول "دور الهجرة و الدور التي لعبته مدينة تلمسان و ضواحيها في استقلال الجزائر"،أن عدد المهجرين إلى فرنسا في سنة 1920 قد بلغ 400 ألف مهاجر، مضيفا أن معظمهم كانوا من مناضلي جبهة التحرير الوطني، و قد ساهموا بشكل فعال في تنشيط الثورة الجزائرية، مشيرا في هذا السياق إلى "مصالى الحاج" الذي اعتبره المتحدث زعيم الحركة الوطنية ،كما تطرق إلى دور الذي لعبه كل من أحمد بهلول، و كمال مهاجر و"بوبكر بلقايد" اللذين هاجرو إلى فرنسا بعد أحداث 8 ماي 1945، في خلق التواصل بين المناضلين والنقابات التي كانت آنذاك، كما ركز الباحث عن أحداث 17 أكتوبر. من جهته تحدث الدكتور "عمار محند عامر" في مداخلته عن جماعة تلمسان التي تأسست أثناء الاستقلال و بالضبط في شهر جويلية 1962 تحت يد زعيمها أحمد بن بلة، و من أبرز أعضاءها يضيف المتحدث فرحات عباس، الهوا ري بومدين، و الطاهر الزبيري الذي كان زعيم الولاية الأولى، و العقيد عثمان الذي كان على رئس الولاية الخامسة، و العقيد شعباني الذي كان قائد الولاية السادسة، و أشار المتحدث أن هذه الجماعة تأسست بعد ما ظهر ما يعرف ب"أزمة جبهة التحرير الوطني". أما الأستاذ "مصطفى عوامري" فقد سلط في محاضرته المعنونة ب " نشاط حزب الشعب الجزائريبتلمسان خلال الحرب العالمية الثانية"، الضوء على نشاط حزب الشعب الجزائريبتلمسان أثناء الحرب العالمية الثانية، و كيفية استمراره في ظل حالة الطوارئ و الأحكام الاستثنائية، كما أشار "مصطفى عوامري" إلى الدور السري للحزب بعد انطلاق الحرب بتلمسان، و عن محاولات الخاصة بتجديد النشاط الوطني في عهد فيشي1940_ 1942 بعد انهيار الجمهورية الثالثة ، و كيفية فك الحصار المضروب على أعضاء الحزب بعد دخول الحلفاء إلى الجزائر سنة 1942، مركزا في ذات السياق على الانفتاح النشاط السياسي بقيادة فرحات عباس. و قد اعترف الدكتور شايب مغنوفي من خلال مداخلته التي حملت عنوان " الشعر الشعبي الجزائري و مجازر ماي 1945 بالقطاع الوهراني" أن حوادث 8 ماي لم تأخذ حقها إلا على المستوى التاريخي السياسي أو الثقافي الفني، مشيرا إلى أن الهدف من مداخلته هو التأكيد على صورة هذه المجازر في الذاكرة الشعبية بصفة عامة و الشعر بصفة خاصة،