اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، فجر الأربعاء، خمسة على الأقل من أقارب المعتقلين الأمنيين الستة الفارين من سجن جلبوع وبدأت باستجوابهم، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني. من جهة أخرى، رحّب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "بهروب الستة أسرى"، معتبرا أنه "من حق أي أسير أن يبحث عن طريقة لنيل حريته كيفما يشاء". وقالت الناطقة باسم نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي استدعى أقارب للمعتقلين الفارين، موضحة أن بعضهم ما زالوا موقوفين بينما أطلق سراح آخرون بعد استجوابهم، من دون ان تحدّد عددهم. وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن الاعتقالات شملت يعقوب انفيعات، والد المعتقل الفار مناضل انفيعات، ورداد وشداد عارضه، شقيقي محمود عارضه، وباسم عارضه، شقيق محمد عارضه، والدكتور نضال عارضه أحد أقرباء عائلة عارضه الذي تمت "مصادرة كاميرات تسجيل من منزله" في بلدة عرابة في قضاء جنين. وأكد الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الضفة الغربية منذ 1967، حصول التوقيفات، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس من دون أن يعطي تفاصيل إضافية، بسبب قرار منع النشر في القضية الذي صدر عن السلطات الإسرائيلية. واستنفرت الدولة العبرية قوة أمنية كبرى للبحث عن الفارين، وسيّرت طائرات بدون طيار ونصبت نقاط تفتيش على الطرق وانتشر الجيش في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربيةالمحتلة التي يتحدر السجناء الستة من مخيمها وقراها. واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان اعتقال الطبيب "الموظف في وحدة الشكاوى" في الوزارة "بعد اقتحام منزله وترهيب عائلته"، على حد قولها. وطالبت الوزارة مؤسسات حقوق الإنسان "بالتدخل الفوري للإفراج عنه". وفرّ المعتقلون الفلسطينيون الستة فجر الإثنين الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي الشديد الحراسة، بعد أن قاموا بإحداث حفرة داخل حمام زنزانتهم. وبينهم القيادي السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح، زكريا الزبيدي، بينما ينتمي الخمسة الآخرون إلى حركة الجهاد الإسلامي. وقال فؤاد الكمنجي، والد المعتقل الفار أيهم الكمنجي، إن القوى الأمنية الإسرائيلية استدعته واستجوبته عن مضمون حديثه مع نجله في آخر زيارة له في المعتقل. ورحبّ الفلسطينيون بفرار المعتقلين وخرجوا إلى الشوارع ووزعوا الحلوى ابتهاجا، بينما عجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتعليقات مؤيدة لهم. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني خلال لقاء مع صحافيين الثلاثاء "نحن فرحون بهروب الستة أسرى ومن حق أي أسير أن يبحث عن طريقة لنيل حريته كيفما يشاء". وحمّل اشتية إسرائيل مسؤولية حياة الأسرى الفارين. ودعا المنتجين الفلسطينيين وصانعي الأفلام إلى البدء في إنتاج فيلم عن عملية الفرار. وقال "كنا دائما معجبين بالفيلم الأمريكي +الهروب الكبير+ والآن لدينا قصة بيننا عن هروب عظيم". وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى تردّي الأوضاع في السجون الاسرائيلية بعد هروب الأسرى الستة، موضحا أن بعض السجون شهدت مناوشات رفضا لعمليات نقل بدأتها السلطات الإسرائيلية عقب الحادثة. وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية الإثنين أنها تعمل على نقل نحو 400 معتقل "أمني" من سجن جلبوع تحسبا لوجود أنفاق أخرى أسفله.