تؤشر الزيارة التي قام بها نهاية الأسبوع الماضي الرئيس تبون الى تونس على مساعي قوية من اجل الوصول بالشراكة الاقتصادية بين البلدين الى دائرة التكامل لاسيما من خلال التفاضل في القدرات الاقتصادية التي تعطي للتعاون الاقتصادي بين البلدين قدرات متنوعة. تاريخيا فان البلدان ظلا على قدر كبير من الانسجام السياسي لاسيما من بعد المساندة التي قدمها التونسيون الى الثورة الجزائرية وهو انسجام تواصل الى يومنا هذا من خلال تقارب المواقف بخصوص الأزمة الليبية والرهانات الجيو- استراتيحية على مستوى منطقة الساحل و الصحراء وافريقيا على العموم. وعلى هذا الأساس يبدو الدفع بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، متاحا أكثر من أي قت مضى لاسيما من خلال خاصية التفاضل التي تطبع اقتصاد البلدين كل على حدى، فالجزائر تملك مثلا قدرات كبيرة في مجال الطاقة والمعادن في حين تملك تونس كفاءات بشرية و خبرة هائلة في مجال السياحة و فضلا هم ذلك فان هذا البلد الجار يملك أيضا خبرة كبيرة في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة و هو ما يتوائم مع النموذج الاقتصادي الذي شرعت الجزائر في تطبيقه والقائم على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويرى الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي ان العراقيل البيروقراطية واختلاف النظم الإدارية بين البلدين اعاقت في السابق تنمية المناطق الحدودية بين البلدين وهو الامر الذي ينبغي تلافيه هذه المرة من خلال تجسيد مشاريع في الميدان وأيضا جعل المناطق الحدودية بين البلدين منصات للانطلاق في توسيع التبادل التجاري على اعتبار أن هذا الأخير لا يزال ضعيفا حيث صدرت الجزائر خلال سنة 2020 مليار و300 مليون دولار من السلع الى تونس أغلبها منتوجات طاقوية في حين بلغت الصادرات التونسية الى الجزائر خلال نفس الفترة ما يصل الى 300 مليون دولار فقط. ويسعى البلدان كلاهما الى تنمية الاقتصاد بعد التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا حيث يتيح القرب الجغرافي وامتلاك حدود مشتركة بينهما فرصا كبيرة للتبادل الاقتصادي ضمن منطقة مغاربية لاتزال تعرف ضعفا في التكامل الاقتصادي لأسباب مختلفة.