جدّد سكان الحي القصديري ''علي خوجة'' الكائن بوادي السمار، مناشدتهم السلطات المحلية بغية إدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من مشاريع الترحيل التي سمحت بإعادة إسكان أزيد من 10 آلاف عائلة تم ترحيلها من مختلف البيوت القصديرية والشاليهات والسكنات الهشة التي باشرت فيها السلطات العمومية تنفيذا لمشروع رئيس الجمهورية الرامي إلى إعادة الاعتبار للعاصمة. حسب قاطنين بالحي فإن تواجدهم بهذا الأخير تجاوز العشر سنوات من دون أن تحرّك السلطات المعنية ساكنا حيال وضعهم الاجتماعي المزري. وعبّروا عن مخاوفهم الشديدة من إقصائهم وعدم حمل مطالبهم على محمل الجد خاصة في ظل التدهور الكبير لوضعهم الاجتماعي الذي وصفوه بالمزري، بالنظر لغياب أدنى شروط العيش الكريم، وقلّل البعض منهم من حظوظهم في الاستفادة من السكنات الاجتماعية، وأعربوا عن تخوفهم من بقائهم في تلك البيوت القصديرية لسنوات أخرى، ويقول أحد السكان أنهم يعيشون المعاناة بعينها داخل تلك البيوت القصديرية، وقد رفعوا العديد من الشكاوى للجهات المعنية التي أبدت تفهمها حسبهم ووعدت بضمهم لأي مشروع سكني، وقامت بإحصائهم على مستوى الحي وسجّلت عدد السكنات القصديرية، غير أن ذات المصالح لم تقم بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من البرنامج، ليضيف بأنه عقب كل عملية ترحيل يقومون باحتجاجات وتعدهم الجهات المحلية بالهدوء وانتظار دورهم غير أن صبرهم قد نفذ حسب ذات المتحدث، ولا بد من تطبيق الوعود في العمليات المقبلة، وهو الأمر الذي جعلهم يتخوّفون من إقصائهم أو تأجيل دورهم، وحسب إحدى القاطنات التي أكدت أن حيهم يقع في منطقة معزولة عن الأنظار يفتقر إلى أبسط شروط العيش، فالبيوت التي تأويهم تعاني من الهشاشة بسبب بساطة الجدران والأسطح المبنية من القصدير والطوب مما يجعلها مهدّدة بالانهيار في أية لحظة خاصة في فصل الشتاء، وفي هذا الموضوع أوضحت أنهم يقضون ليالي بيضاء في الليالي الممطرة ويخشون انهيار الأسطح على رؤوسهم وهو أمر شاق بالنسبة لهم، أما فيما يتعلق بمختلف الضروريات فالحي يفتقر إلى شبكة الصرف الصحي والإنارة العمومية والكهرباء والماء الشروب والغاز والنقل وغيرها من الضروريات التي لا يمكن العيش بدونها، كما أن البيوت القصديرية تسبّبت حسب ذات المتحدثة في العديد من الأمراض للقاطنين على غرار الحساسية والربو والروماتيزم بالنظر لارتفاع درجة الرطوبة بالبيوت، أما في فصل الصيف فترتفع بها درجة الحرارة لتحوّلها إلى أفران مشتعلة، وما يزيد من معاناتهم أكثر هو غياب النقل بحيث يقطعون عدة كيلومترات سيرا على أقدامهم للوصول إلى أقرب موقف، بالنظر لمكان الحي المتواجد بمكان معزول، وفي ظل تدهور ظروف عيشهم، كانوا يأملون في إخراجهم من ذلك الحي البائس، غير أن طول انتظارهم بدأ يبعث القلق في نفوسهم لذلك هدّدوا بالقيام باحتجاجات مفتوحة في حالة إقصائهم من عمليات الترحيل المقبلة.