يبدأ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الإثنين، زيارة إلى تونس هي الأولى له منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي العام 2010، لرسم خارطة طريق جديدة للعلاقات العسكرية الأميركية - التونسية. وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي الى تونس فى إطار جولة له في المنطقة تشمل زيارة مصر والأردن وإسرائيل، أملتها طبيعة التطورات السياسية والعسكرية المرتبطة بمجريات الأمور في سوريا. وذكرت مصادر دبلوماسية في تونس، أن ليون بانيتا سيلتقي في تونس مع الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين. ويُتوقع أن يبحث وزير الدفاع الأميركي مع المسؤولين التونسيين مسار الإنتقال الديمقراطي في البلاد، وكيفية مساندة الولاياتالمتحدة للإصلاحات في تونس، بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وكان جورج ليتل، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية، قد أشار في وقت سابق إلى أن زيارة ليون بانيتا إلى تونس تستهدف أيضاً التعبير عن ترحيبه بالإنتقال الديمقراطي "المستقر والسلمي نسبياً" الذي تعيشه تونس. وأضاف أن بانيتا يعتزم خلال هذه الزيارة "رسم خارطة طريق للعلاقة العسكرية المقبلة بين واشنطنوتونس" بغية المساعدة على تحسين القدرات العسكرية التونسية في مجالات متعددة منها التخطيط. وترتبط تونس بعلاقات عسكرية جيدة مع أميركا، حيث تطورت المساعدات العسكرية الأميركية لتونس بشكل لافت، وذلك بالنظر إلى الأوضاع الأمنية في ليبيا، وإنتشار عمليات تهريب السلاح، وتزايد خطر تنظيم "القاعدة" الذي كثّف نشاطه في المثلث الحدودي التونسي - الليبي - الجزائري. وبحسب الجنرال كارتر هام، القائد الأعلى للعمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، فإن الولاياتالمتحدة قدّمت لتونس مساعدات عسكرية بقيمة 32 مليون دولار خلال الأشهر ال16 الماضية. وذكر في تصريحات في أعقاب زيارته لتونس في 24 افريل الماضي، أن المساعدات العسكرية التي قدّمتها بلاده إلى تونس "تضاعفت مقارنة بالسنوات السابقة". وخلال الأشهر القليلة الماضية، تكثفت اللقاءات بين المسؤولين العسكريين الأميركيين والتونسيين، كما تزايدت الدعوات التونسية الموجهة لأميركا لمساعدة قواتها المسلّحة، حيث طلبت وزارة الدفاع التونسية في التاسع عشر من الشهر الماضي من الولاياتالمتحدة "دعماً لوجستياً" للجيش التونسي لتعزيز قدراته العملياتية، ومساعدته على القيام بمهامه ضماناً للإستقرار في المناطق الحدودية. وكان العميد مختار بن نصر، من وزارة الدفاع التونسية، قد أعلن أن بلاده طلبت في إطار إجتماع اللجنة التونسية - الأميركية للتعاون العسكري، الذي عُقد في تونس خلال شهر فيفري الماضي، مساعدات لوجستية من أميركا لتطوير المعدات العسكرية للقوات المسلحة التونسية. وقبل ذلك، إجتمع وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي في مطلع شهر جانفي الماضي مع السيناتور الأميركي دانيال اينوي رئيس لجنة الإعتمادات المالية ورئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، وإستعرض معه حاجة الجيش التونسي إلى الدعم على مستوى التجهيزات والمعدات والتكوين. وفي غضون ذلك، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية في وقت سابق أن الإدارة الأميركية إتخذت قراراً يقضي بتقديم مساعدات عسكرية للجيش التونسي وُصفت ب"الضخمة". وأضافت أن الرئيس باراك أوباما يستعد لعرض مشروع المساعدات المذكورة على الكونغرس والمسؤولين في البنتاغون لإعتماده، لافتة إلى أن المشروع "سيحضى بالموافقة بالإجماع". ويرى مراقبون أن المساعدة العسكرية الأميركية المرتقبة لتونس تعد الأكبر لدولة عربية في تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث تضم 14 طائرة مقاتلة من نوع "أف 16"، و9 مروحيات قتالية متطورة من نوع "بلاك هوك UH-60"، إلى جانب كميات من البنادق والذخائر والسيارات والشاحنات الحربية.