أكد وزير الداخلية التونسي، علي العريض، أن الخطر الإرهابي ''قائم دائما في تونس''، وذلك بعد أيام من إعلان اعتقال شبان موالين لتنظيم القاعدة، لكنه شدد على أن ''الرد على التطرف ليس أمنيا فقط''. فيما أعلن ممثل عن وزارة الدفاع عن طلب وجّه لواشنطن من أجل الحصول على دعم لوجستيكي. قال وزير الداخلية، علي العريض، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية: ''إن الخطر محدق، وكان دائما محدقا، وذلك بعد اعتقال 12 شابا تونسيا مرتبطين بمجموعات موالية للقاعدة مؤخرا، للاشتباه في محاولتهم تخزين أسلحة بهدف إقامة إمارة إسلامية في تونس''. وأضاف الوزير ''أملي أن تحبط يقظتنا كل محاولة للنيل من الأمن الوطني''، مؤكدا أن ''لظاهرة التطرف عدة أبعاد''، و''الرد ليس أمنيا فقط''. وشدّد العريض، العضو في حركة النهضة الإسلامية، والذي يتولى أحد المناصب الأكثر إستراتيجية ورمزية في الحكومة، على أنه ''يجب معالجة هذه الظاهرة بالتربية والدعوة الدينية والإعلام والثقافة والعدالة والأمن''. وأضاف ''من الظلم اتهامنا بالجمود'' في مواجهة السلفيين الذين اقتحموا الساحة العامة، منذ فوز النهضة في انتخابات أكتوبر، وتسببوا في عدة حوادث في الكليات والتظاهرات. وتابع العريض ''بطريقة أو أخرى نحن شعب مازال في ثورة. انتقلنا من حالة الرضوخ إلى الحرية الواسعة جدا، ونحن في حاجة لشيء من الوقت حتى نتوصل إلى توازن. ظاهرة التطرف ستدوم على الأرجح عدة سنوات، لكنها ستتراجع في النهاية''. وأخذ على وسائل الإعلام ''التركيز على مسألة السلفيين''. من جهته قال العميد بوزارة الدفاع التونسية، مختار بن نصر، إن بلاده طلبت مساعدات من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتطوير معدات الجيش التونسي. وأضاف مختار، خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس، أن هذا الطلب جاء خلال اجتماعات الدورة 26 للجنة التونسية - الأمريكية للتعاون العسكري التي عقدت خلال اليومين الماضيين بتونس، برئاسة وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، ونائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي أماندا دوري. ولم يوضّح العميد مختار بن نصر طبيعة هذه المساعدات لتطوير معدات الجيش التونسي، واكتفى بالإشارة إلى أن التعاون العسكري لبلاده ''لا يقتصر على الأمريكيين فقط، باعتبار أن تونس تعمل في إطار لجان عسكرية مشتركة مع عدد من البلدان الأخرى، على غرار الجزائر وايطاليا واسبانيا''. ومن جهة أخرى، قلّل العميد مختار بن نصر من خطورة وجود مسلحين بمنطقة ''بني خداش'' من محافظة مدنين في الجنوب الشرقي التونسي، ولكنه أكد في المقابل إرسال تعزيزات عسكرية إلى تلك المنطقة المحاذية للحدود مع ليبيا. وقال إنه بعد تلقي وزارة الدفاع التونسية ''أخبارا بوجود مسلحين في منطقة ''بني خداش''، وبعد إرسال وحدات عسكرية لاستطلاع الآمر وتمشيط المنطقة، تبين أن المسألة لا تشكل خطورة. وكانت صحف تونسية قد ذكرت في وقت سابق أن أكثر من عشرين مسلحا تحصنوا بجبال المنطقة المذكورة، وأن قوات الجيش التونسي تحاصرهم، تمهيدا لاعتقالهم.