حضرت دنيا الجزائرية مهرجان جميلة العربي في طبعته الثامنة ، المنظم مؤخرا بعاصمة الهضاب سطيف استثناء ، لتزامنه مع شهر رمضان الكريم ، التقيناها هناك بفندق ستيفيس ، حيث تحدثت لنا عن مسارها الطويل ، فقالت أنها تتواجد حاليا بالجزائر وهي تسعى للتحضير ل" كوفري " مجموعة أقراص مضغوطة خاصة بفن المالوف ، وهي تعمل بأسلوبها المعتاد بكل تأن وهدوء وليس المهم عندها - مثلما قالت - هو السرعة بقدر ما يهمها الإتقان ، وقد استنفذت الجهد واستغرقت الوقت اللازم وأجرت بحثها الطويل ، ولا تسجل أغانيها فقط من أجل التسجيل ، وحينما تفكر في أغنية جديدة تسعى لان تكون الكلمات هادفة ، واللحن جميل ، يمس الجمهور ويروقه ، وتحس أنها فعلا أبدعت فيه ، وعن أغنيتها القادمة قالت بأنها جزائرية بامتياز ، وان كان ليس بمقدورها التحكم في الطبع الذي ستؤديه ، وليس لها طابعا أو نغما محددا عرفت به ، نظرا لغنى وثراء الطبوع المتواجدة عندنا بالجزائر ، وهي بهذا دائمة البحث عن كل جميل نصا كان أو لحنا ، كما تسعى لان يكون ألبومها القادم فسيفسائيا يضم مجموعة من الألوان الغنائية الشاوية ، الترقية ، الصحراوية ،مع أنها لم تحدد العناوين بعد ، وتساءلت عما يمكن للفنان قوله وإيصاله في أغاني اليوم التي تقع في 5 دقائق ، ولابد أن تلبي الأغنية طلب وذوق الجمهور ، كما أكدت دنيا الجزائرية أنها تعمل بمفردها وسط انعدام المنتجين الأكفاء فهي وحدها تقوم بالعمل كله من بحث عن الكلمات واللحن وبعدها تدخل الأستوديو و تصورها أيضا بشكل الفيديو كليب ، لأنها ترى أن لها دورها الفصل في نجاح العديد من الأغاني ، ولا يهم أن يدوم العمل لسنتين أو أكثر بقدر ما يهم ظهوره للنور، ويلقى إقبال وتجاذب الجمهور الذي تتمناه أن يزداد ويكبر، وتتمنى أن تكون عند حسن ظنه ، علما بأنه أي الجمهور متطلب للغاية. وعن أدائها للأغنية المشرقية ، قالت دنيا بأنه ليس هناك حدود بالنسبة للغناء والموسيقى هي عالمية وتتعدى الانتماء ، وأنها شخصيا حين تعاملها مع شركة روتانا في ألبومها غنت باللهجة المصرية ، وبالرغم من كون اللهجة وكذا الملحن والموزع مصريين ، إلا أنها اختارت الأغاني كجزائرية ، ثم أن اللهجة المصرية ليست جديدة عليها كونها غنتها وهي صغيرة بالجزائر في بداياتها ، لقد شاركت دنيا مع عديد الفنانين في المشرق مثل هاني شاكر ،أصالة نصري ، وليد توفيق ، لطيفة رأفت ، صابر الرباعي والرويشد ، احتكت هناك مع مجمل الفنانين العرب في الحفلات العربية الكبيرة والخاصة ، ولا تنس أبدا أنها غنت في عديد المهرجانات في " ملحمة الجزائر "وفي مهرجان قرطاج ، والمهرجان الدولي في مصر ، في دار الأوبرا المصرية ، ولديها أعمالا مسجلة في التلفزيون والإذاعة الجزائرية وهي متواجدة حاليا بالجزائر من أجل عمل مع التلفزيون . كما تحدثت دنيا عن علاقتها بالفنانة المرحومة وردة ، التي نفت أي خلاف بينهما ، بل على العكس لقد رحبت بها وفرحت بها كثيرا حينما التقتها في استقبال وجلست معها وسمعت منها شهادة من أروع ما يكون هي تعتز بها ، كما التقطها في حفل 6 أكتوير بالقاهرة وغنتا في نفس السهرة ، كما نفت أنها لم تغادر مصر أبدا ولم تتلقى أي مضايقات من أي جهة كانت . وحسبها تبقى الجزائر محتاجة إلى فنانيها من ذوي المستوى الموموق ، كما أن الفنانين بحاجة إلى الاهتمام والرعاية والدعم ، ولأنه حسبها بفضل صوت مطرب جزائري تصل الرسالة كاملة أفضل من مئات الخطب واحدة ، ومثال أغنية فيروز عن القدس خير دليل ، فقد ذهبت مئات الخطب وذهب أصحابها من الملوك والرؤساء ، لكن أغنية القدس لا تزال ، وهكذا هو الفنان حسبها هو ضمير وثقافة المجتمع هو الوعي وهو تربية الأجيال وأشياء كثرة أخرى . كما تمنت الفنانة أن يأتي الجيل الذي يحمل المشعل و يخلف جيل العمالقة من أمثال فضيلة الدزيرية ، عيسى الجرموني ، أحمد وهبي ، خليفي أحمد ، لكن حاليا لا يوجد الوارثون ، وهي مع إعادة إحياء أغاني القدامى من الفنانين ، لكنها لا تحب مجرد الترديد ، بل لابد من الدعم من أجل وجود أعمال إبداعية جديدة والعمل مثل الأوائل في الشعر والأداء والموسيقى ، وهي ترى أن النجاح في الخارج هو إضافة إلى البلد وأن الاسم الفني الذي تحمله " دنيا الجزائرية " هو تاج على رأسها ، وأن العودة إلى الوطن الأم هو المبتغى لان الرجوع إلى الأصل فضيلة ، وهي مع تكريم الفنان لكنها تريده أن يكرم عندما يكون في قمة عطائه . وعن المهرجانات ترى دنيا الجزائرية أن بلادنا واسعة والطبوع فيها كثيرة فهي لذلك ترى بوجوب أن يكون لكل مدينة مهرجانها الخاص وهو أمر يحسد عليه الجزائريون في المشرق . ويبقى البحث عن الكلمة المعبرة هو الشغل الشاغل للفنانة دنيا الجزائرية ، وهي كما تقول " أنا في حيرة أنا ابحث عن الشعراء فهل هم مختفون ،وهذا ما جعلني أتردد في أعمالي ، فانا دائمة البحث عن الكلمات الموضوعية الهادفة التي تعالج وتتحدث عن المجتمع التي تتكلم بلغة القلب ،وتحبذ دنيا أن تتم دعوتها إلى باقي البلدان العربية من بلدها الجزائر وليس من بلد غيره . عدة خليل