في هذا الحوار الذي جمع “الفجر” بالفنانة اللبنانية كارول صقر، داخل مبنى مكتبها الإعلامي بوسط بيروت، كشفت لنا كارول عن رغبتها في تقديم أغنية جزائرية سواء من حيث اللحن أو الكلمة أو أغنية على شكل ديو، في ظل ما تحققه الأغنية الجزائرية من نجاحات تعدى حدود الجزائر وطرق أبواب العالمية أنا لبنانية وغنائي بلهجات البلدان العربية الأخرى، تكريم لجماهيرها لا غير بعض الأقلام الصحفية المصرية المختصة بالشأن الثقافي انتقدت ألبومك الأخير بشدّة، خاصة أنك أديت فيه أغنيتين فقط باللهجة المصرية، لماذا برأيك هذا الهجوم الحاد منهم على شخصك؟ أنا لا أعتقد أن السبب الحقيقي وراء تهجمهم على عملي الأخير، كان بسبب تقديمي لعملين فقط باللهجة المصرية، فيما جاءت باقي أغاني الألبوم باللهجة اللبنانية.. وهي اللهجة التي أقدم بها في الأصل أغلب أعمالي في السنوات الأخيرة. وإن كان هذا هو التفسير المنطقي لهجومهم على شخصي، فأنا أعتقد بأنه من حق الإعلاميين الجزائريين أن ينتقدوا كل المطربين والمطربات العرب لأنهم لم يقدموا ولا أغنية باللهجة الجزائرية، عدا المطربين الذين ينتمون إلى المغرب العربي.. رسالة الإعلام أكبر من هذا بكثير والإعلام الجزائري حضاري في التعامل مع مثل هذه الأمور، وأنا كانت لي فرصة الاحتكاك بهم، ولقائهم ولقاء العائلات الجزائرية التي سررت جداً بالغناء لها، وأريد أن أقول إن الشعب الجزائري لطالما سمعت عن أخلاقه وكرمه وعطائه، ونظرتي تجاههم تغيرت بدرجات بعد زيارتي للجزائر في الصائفة الماضية، وكانت مناسبة جميلة حين تواصلت معهم.. لقد عرفني الجمهور العربي بلهجتي اللبنانية لأنني أصلاً فنانة لبنانية، ومن الطبيعي أن تكون أعمالي باللهجة اللبنانية، وأنا أو أي فنان آخر غيري، حين نقوم بتقديم أغاني بلهجات غير لهجتنا الأصلية هو نوع من التكريم، قد نحظى بشرف تقديمه لجماهيرنا وقد لا نحظى، وهذا الأمر عائد إلى عدّة عوامل لا يسعني لا المكان ولا الزمان لذكرها، لكن ما أود أن أقوله هو أن بعض الأقلام الصحفية فسرّت الأمر بمنطق آخر ليس إلا. نبقى دائما في ذات العمل، وبالتحديد في الفيديو كليب الذي قمت بتصويره من ذات الألبوم، الموسوم ب”جرح غيابك”، هناك من قال إن هذا الكليب جاء بجرعة زائدة من الإغراءات والجرأة التي لم يعهدها جمهورك في أعمالك السابقة.. ترى ما السبب وراء هذه الجرأة الزائدة؟ أين هي الجرأة برأيك؟ وعن أي إغراءات تتحدثين؟ أتعتقدين أن ظهوري وأنا أقوم بغسل أقدام من أحب يعد جرأة يجب أن لا تظهر في أعمال الفنانين؟ إن كنت تعتقدين أن هذه التفاصيل تعد جرأة فأنا مع الجرأة هذه ومع إغراء كهذا أيضاً.. هل صحيح أن سفرك مساء اليوم إلى قبرص، هو لانتقاء أماكن تصوير أحدى أغاني ألبومك؟ لا لا.. سفري هو لقضاء بعض الأوقات مع العائلة، لأبدأ بعد عودتي إلى بيروت التحضير لتصوير أغنية أخرى، وكذا التحضير لحفلاتي القادمة، خاصة ونحن على أبواب الصيف أين تكثر الحفلات. بالحديث عن الحفلات، لقد كان لك مؤخراً فرصة زيارة الجزائر أين قدمت حفل هناك، ما الإنطباع الذي بقي لديك من تلك الزيارة لحدّ الآن، أو بمعنى آخر كيف تقيمين تلك التجربة؟ قبل أن أزور الجزائر كنت قد سمعت عنها الكثير، خاصة نحن اللبنانيون نعشق الشعب الجزائري والجزائر عموماً، ولكن ما رأيته فيها وما لمحته من شعبها كان أكبر وأجمل مما سمعت، لم أرى في حياتي كلها شعبا صريحا كالشعب الجزائري، ولم أرى طيلة فترة تواجدي في الجزائر أي جزائري يتعامل بنفاق، بالإضافة إلى هذا أنتم شعب مضياف لأبعد الحدود. بغض النظر عن طبيعة الشعب الجزائري المضياف، كيف وجدت تجاوب الجمهور هناك مع فنك؟ لقد كان كما وصفوه لي قبل زيارتي للجزائر.. جمهورا ذواقا للفن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بصراحة أنا كنت جد سعيدة بزيارتي للجزائر ولا زلت، كما أنني أتمنى أن أحظى بفرصة ملاقاة جمهوري الجزائري من جديد. كيف تتعامل ذائقة كارول مع الأغنية الجزائرية؟ رائعة.. أحببتها كثيراً، أنا اطلعت عليها و تعرفت عليها بشكل كبير قبل أن يكون لي شرف زيارة الجزائر، فقد شكلت الأغاني الجزائرية والمؤدون موجة فنية اجتاحت العالم كله في السنوات الأخيرة. ألم تأخذك هذه الموجة إلى أداء أغنية باللهجة الجزائرية؟ بالتأكيد.. صدقيني عندما أجد اللحن والكلام المناسبين لصوتي فلن أتردد في تقديم أغنية باللهجة الجزائرية مطلقا.. ثم لا تنسي أنّ في رصيدي الغنائي ألبومين عربيين فقط، ولازال أمامي الكثير لأقدمه على الصعيد الفني. وماذا عن فكرة الديو مع فنان جزائري، مثلما فعلت بعض الفنانات اللبنانيات مثل إليسا التي كان لها ديو مع الشاب مامي؟ أتمنى ذلك.. المشكلة أنني لم أدرس الموضوع جيداً.. ربما أنا بحاجة إلى من يطرح عليّ الفكرة أولاً سواء كان من مطربا جزائريا أو من كاتب كلمات أو ملحن.. وحينها ستكون لي فرصة التفكير الجدي في هذا المشروع الذي أحلم بتحقيقه في أقرب فرصة. متى نراك مجددا في الجزائر؟ والله إذا قدمت لي دعوة سأذهب معك فوراً.. الجمهور الجزائري له مكانة كبيرة في قلبي، ونجاح حفلاتي في الصيفية الماضية أسعدني كثيراً، لذا أنا أتمنى أن يكون اللقاء بيني وبينهم مرة أخرى في أقرب الآجال. ألم تفكري في تقديم مشاريع سينمائية كما يفعل أغلب الجيل الحالي من المطربين؟ المشكلة ليست في أن الجيل الحالي يقدم أعمال سينمائية بالإضافة إلى أعمال فنية.. هي مسألة ذوق وقدرة على تقديم العمل كما كتب.. وعلى العموم أنا لست بعيدة عن السينما، أنا فقط في انتظار دور يناسب قدراتي وإمكاناتي. ما هو عنوان أغنية الفيديو الذي ستشرعين في تصويره بعد عودتك من السفر؟ (تتردد).. في الحقيقة أنا مترددة بين أكثر من أغنية ولازلت لم أقرر بعد، سأعلمكم بكل جديد لي في وقته. كلمة للشعب الجزائري ولقراء جريدة “الفجر”؟ أتمنى أن يظل الشعب الجزائري كبيراً كما عهدناه.. ولقراء جريدة “الفجر”، أتمنى أن يجدوا في هذا الحوار ما يسرهم ويمتعهم.. وشكراً لك.