بالرغم من الانتقادات التي تعرفها الإنتخابات المحلية المزمع تنظيمها يوم 29 نوفمبر المقبل، وهذا من حيث التنظيمات الإدارية والهيكلية وشبح العزوف الذي يخيم عليها، إلا أن المتتبعين للوضع السياسي في الجزائر رأوا فيها الموعد الحاسم الذي سيجمع بعد فراق طويل، حزبين من العيار الثقيل في المعارضة وصفا "بالإتجاه اليساري " أو الإخوة الأعداء كما يشاع عنهما. سيكون إذن الأفافاس والأرسيدي بمثابة "توابل" المحليات، والتي ستعطي لها نكهة وطعما خاصا في محليات يقال أنها نهائي دربي قبائلي محض وهذا لعودة الحزبين المعارضين للساحة السياسية الجزائرية وبالخصوص في منطقة القبائل معقل رأس الحزبين، فهل سينجح" الإخوة الأعداء " في إقناع منطقة عرف عنها العزوف عن كل ما هو سياسي؟ يراهن حزب "الدا الحسين" هذه المرة على استعادة مكانه في الساحة السياسية الجزائرية، وكانت بدايته عندما خاض غمار التشريعيات في العاشر ماي الماضي و التي وصف مشاركته حينها بالتكتيكية بعد مقاطعته للمحطات الانتخابية منذ 1997، حيث احتل فيها المرتبة الرابعة في المجلس الشعبي الوطني بعدما حصد 27 مقعدا نيابيا، ها هو ذا يعطي إشارة انطلاقته للمشاركة في المحليات المقبلة والتي بدأ بإعداد إستراتيجية سياسية دقيقة ومعمقة لأجل تحقيق نتائج ايجابية خلال الانتخابات المحلية المقبلة واستدراك "الضربة القاضية" التي تلقاها في محليات 2007 حيث خسر الأفافاس المجلس الشعبي الولائي وحاز على 18 بلدية من أصل 67 بلدية، في منطقة تعتبر وعائه الانتخابي وقوته النضالية والسياسية. وأكدت مصادر مقربة من فيدرالية تيزي وزو ل"الجزائرالجديدة "، أن الفيدرالية تستقبل المئات من ملفات طلب الانخراط وإعادة الانخراط وأن الحزب سجل عودة قوية للعديد من قدامى إطاراته ومناضليه الذين تعرضوا للتهميش في سنوات سابقة، فمشاركة أقدم حزب معارض في الجزائر هذه المرة ستكون بمثابة محطة حاسمة في إسترجاع ثقة مناضلي و سكان معقل رأسه و قد تم في هذا الصدد منح كل الحرية للمناضلين لاختيار المترشحين ومتصدري القوائم، والاعتماد على كفاءات الحزب ومنح فرصة الترشح لأسماء لها وزن ثقيل في المجتمع على غرار نقابيين وجامعيين وناشطين في المجتمع المدني. فهل سينجح حزب الدالحسين في استرجاع ثقة سكان منطقة القبائل و يفوز بأصواتهم ويوجه بذلك "الصفعة" للمعارضين الداخليين الذين شقوا عصا الطاعة ويأخذ بثأره ممن قالوا أن الحزب المتمرد روض من قبل السلطة؟ مثلما كانت مشاركة الأفافاس مفاجئة التشريعيات، تأتي مشاركة الأرسيدي هذه المرة لتكون السوسبانس الذي سيخيم على محليات 29 نوفمبر المقبل، و أكيد أنه سيستعرض عضلاته لمعرفة مدى شعبيته في منطقة القبائل التي كان أسد جبالها في سنوات خلت فهل ستعود السنون الخوالي ؟ وقد قاطع الأرسيدي الانتخابات المحلية مرة واحدة في سنة 2002 عقب أحداث الربيع الأسود التي شهدتها منطقة القبائل مقابل مرتين في الانتخابات التشريعية أي 2002 و 2012 و التي قال أن المشاركة فيها ستكون مساهمة في التمديد من عمر نظام حكم عليه التاريخ قبل أن تحكم عليه نتائجه حسب مناضلي الأرسيدي. أما المشاركة في محليات 29 نوفمبر المقبل،فيراها الأرسيدي بمثابة الرهان المختلف و المتميز و الذي سيحاول من خلاله التربع مجددا على عرش منطقة القبائل التي صار كسب ثقتها مربط الفرس.. أنيسة.ب