حذر الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، من مغبة القيام بتزوير مبكر عشية الانتخابات التشريعية القادمة، ولم يستبعد في هذا الصدد إمكانية انسحاب الحزب من الاستحقاقات في حالة ثبوت تدبير تزوير. تحذير السكرتير الأول للأفافاس كان مبنيا على المناخ العام الذي تجري فيه الانتخابات في الجزائر، لكن اعتبر أنه رغم عدم وجود ضمانات كافية لدخول الانتخابات مع وجود مخاطر، إلا أن الحزب قرر بعد إجماع مناضليه خوض الاستحقاقات ومراقبة الأمور من قريب ليبقى الانسحاب أو القيام بأية ردة فعل مناسبة حسب المستجدات والدلائل التي يثبتها الحزب ميدانيا. وربط علي العسكري قرار مشاركة الافافاس في الانتخابات القادمة بخيار زكاه المناضلون، فضلا عن حرص الحزب على المصلحة الوطنية التي تقاس في هذا الظرف بنسبة المشاركة الانتخابية، التي تبقى في نهاية المطاف الواجهة التي يحكم فيها على قوة المؤسسات وشرعيتها. ونفى الرقم الثاني في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر الحزب أن تكون قناعة مشاركة الافافاس في الاستحقاقات مرتبط بانسحاب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من المشاركة ويذكر هنا أنه جرت العادة أن تداول الحزبين على المشاركة في الانتخابات التشريعية فان شارك الافافاس انسحب الارسيدي والعكس صحيح، والأمثلة موجودة في تشريعيات 2002 و2007. ومن بين أهم أسباب احتكام الارسيدي إلى قرار الامتناع عن المشاركة في الانتخابات التشريعية، هو تأكده من تسجيل نتائج هزيلة أمام الافافاس، سيما بمنطقة القبائل التي تعد المعاقل الأساسية لحزب “الدا الحسين” لأسباب تاريخية ولبقاء الحزب منذ نشأته في صف المعارضة وعدم المشاركة في الحكومة، عكس الأرسيدي الذي شارك في الحكومة بحقيبة الأشغال العمومية التي حملها عمارة بن يونس. وقال العسكري إن القرار جاء بإجماع بعد سلسة لقاءات مراطونية عقدها عبر 48 ولاية وخيار المشاركة الذي زكاه المجلس الوطني للحزب المنعقد يوم الجمعة الماضي، علما أن توجه الحزب للمشاركة أملته أيضا الوجوه الشابة داخل الحزب التي يئست من المقاطعة السلبية التي جعلتها تغيب عن الساحة وتنقطع عن المواطن، سيما وأن سنوات المقاطعة للبرلمان دامت 10 سنوات كاملة. واعترف علي العسكري ضمنيا بالآثار السلبية التي تكبدها الحزب من المقاطعة، وقال إن الافافاس متحمس للمشاركة هذه المرة رغم قلة الضمانات الموجودة والخطر الذي سيحمله؛ حيث تعتبر التدابير الجديدة الواردة في قانون الانتخابات أي لجنة القضاء للمراقبة الانتخابية والمراقبين الدوليين المقرر حضورهم في الانتخابات ليست ضمانات كافية على الإطلاق. ونفى المتحدث أن يفقد الافافاس السيطرة على منتخبيه في قبة البرلمان واستغلالهم من طرف أحزاب السلطة لتمرير المشاريع، وقال علي العسكري إن الحزب يعرف جيدا كيف يقي نفسه في الوقت المناسب. كما استبعد علي العسكري أن يقوم الافافاس بأية تكتلات مع الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية، قناعة منه أن للحزب أدبياته الخاصة به التي لا يمكن التنازل عنها، ما يجعله ينفرد في الكثير من الخصائص عن تشكيلات أخرى.