أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس، بالمغرب مجددا دعم الجزائر لجهود المجتمع الدولي الرامية إلى وضع حد للأزمة في سوريا معربا عن قناعته بأن الحل لا يمكن أن يكون عسكريا لإحلال الأمن و السلم في هذا البلد. في مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة "أصدقاء سوريا" الذي ينعقد بمراكش بحضور أزيد من 120 ممثل عن الدول و المنظمات دولية وإقليمية إلى جانب أعضاء من الائتلاف الوطني السوري، صرح مدلسي قائلا "إننا نجدد دعمنا لجهود المجتمع الدولي الرامية إلى وضع حد للأزمة في سوريا مع قناعتنا بأن حل هذا النزاع لا يمكن أن يكون عسكريا كما يثبت ذلك الواقع الأليم". بهذه المناسبة أكد مدلسي أنه "لا شك في أن الهدف الذي نسعى من أجله سويا هو إعادة السلم و الأمن لهذا البلد الشقيق حتى يتمكن الشعب السوري من ممارسة حقه في الحرية والديمقراطية في إطار احترام وحدة سوريا وسيادتها". وبعد أن ذكر بتدهور الوضع الأمني في سوريا اعتبر مدلسي أن "هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة السورية تستدعي منا اتخاذ قرارات حكيمة وجريئة بالنظر إلى الآثار الكارثية التي خلفتها على هذا البلد خاصة الانسانية منها والتي بدأت ارتداداتها تصل إلى المنطقة برمتها". وأشار مدلسي إلى أن "جهودا كثيرة بذلت سواء على المستوى العربي أو الدولي لكن للأسف الشديد لم تكن بالقدر الذي تأثر فيه على الأطراف المتنازعة وتجلسهم إلى طاولة الحوار". واعتبر مدلسي أن الحوار "هو الطريق الوحيد في نظرنا لإيجاد حل سلمي توفقي يحقن دم الشعب السوري و يلبي تطلعاته المشروعة في الحرية و الديمقراطية و الحكامة". وأضاف "هذا هو السبيل الذي دعت إليه الجزائر منذ بداية الأزمة لإيجاد حل سياسي في إطار احترام سيادة هذا البلد الشقيق". كما أكد مدلسي أن الجزائر تابعت "المجهودات التي تبذلها المعارضة السورية لتوحيد كلمتها غير أننا نأسف بشدة من عدم تأثير ذلك على إيقاف هذا النزيف"، مضيفا "لا زلنا نأمل أن يصب هذا المسعى في الاتجاه السليم". وفي مداخلته أكد مدلسي أن الجزائر تابعت "باهتمام بالغ" التقرير الأخير للمبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي والذي أعطى نظرة معبرة عن حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري و حجم الدمار و الخراب الذي أصبح يعيشه هذا البلد". بهذه المناسبة عبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن يقينه بأنه لن يكون بإمكان المبعوث المشترك أن "يقوم بمهمته ما لم يحظ بتأييد مخلص و صريح من الفرقاء السوريين أنفسهم و قبل غيرهم و كذلك من المجموعة الدولية و كل من له امكانية المساهمة الايجابية". كما "جدد" دعم الجزائر بالمناسبة للابراهيمي في "مهمته الصعبة من أجل التوفيق بين أطراف النزاع و الوصول إلى حد أدنى ينطلق منه مسار سياسي ينهي هذه الازمة المستعصية ويجنب سوريا خطر الانزلاق إلى نقطة اللارجوع". وأضاف مدلسي "ندعو الجتمع الدولي لا سيما الأطراف التي لها تأثير على الفرقاء في سوريا إلى ضرورة الضغط عليهم من أجل التوصل إلى توقيف العمليات العسكرية التي يذهب ضحيتها يوميا العشرات من الأبرياء و توفير الدعم الكامل لجهود المبعوث المشترك في مهمته الرامية إلى بعث المسار الذي يدعو له الجميع". ق.و