تنتظر منتخبي تونسوالجزائر مهمة "اصعب" اعتبارا من غد السبت في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة في نهائيات كأس الامم الافريقية التاسعة . واذا كان الامتحان الصعب بين المنتخبين العربيين قد انتهى بفوز تونس على الجزائر (1-صفر)، فان الامتحانين الاخيرين في الدور الاول هما الاصعب حيث تلتقي تونس مع ساحل العاج المرشحة الاوفر حظا لنيل اللقب، فيما تلعب الجزائر مع توغو. ومع ان كل شيء في كرة القدم مسوغ ومشروع ولا يخضع للمنطق في احيان كثيرة، الا ان المستوى الذي قدمته ساحل العاج وتوغو في المباراة الاولى لم يرق اليه منافساهما العربيان. يعرف مدرب ساحل العاج الفرنسي من اصل تونسي صبري لموشي تماما ان الفوز الذي تحقق على توغو كان صعبا وبفضل هدف اثر متابعة بالكعب من لاعب ارسنال الانكليزي جيرفينيو قبل دقيقتين من نهاية الوقت الاصلي، وهو لم يكن راضيا عن اداء منتخب رشحته كل التوقعات لاحراز اللقب بعد ان فشل قبل عام في غينيا الاستوائية والغابون اثر تعادله مع زامبيا سلبا وخسارته بركلات الترجيح في النهائي بعد 5 انتصارات في الادوار السابقة. لكن لموشي لا يستطيع بعد الفوز الا ان يكون متواضعا قبل اللقاء الثاني مع تونس وهو استبعد في مؤتمر صحافي اي وجود للمشاعر في كرة القدم تربطه ببلده الاصلي. وفندت الصحافة التونسية ما ذهب اليه الطرابلسي وخصوصا الصادر منها باللغة الفرنسية حيث اشادت بصاحب هدف الفوز وانتقدت المنتخب ككل. وقالت صحيفة "لوكوتيديان" غداة اللقاء "عانى نسور قرطاج كثيرا امام الجزائر ولم يستطيعوا التحليق عاليا قبل ان يأتيهم الفرج عن طريق مساكني"، فيما حملت صحيفة "لابريس" بشدة على المنتخب وقالت "كابوس. تردد مستمر، منتخب فارغ على المستوى الفردي وكذلك على الصعيد الجماعي". واستندت الصحيفة الى بعض الارقام منها ان اول ركلة ركنية كانت في الدقيقة 67 واول فرصة في الدقيقة 75 والمحاولة الاولى كانت لمساكني. انه جهد متواضع مقابل نتيجة كبيرة". وكتبت صحيفة "لوتان" بدورها "بكثير من الحظ وقليل من المستوى حقق منتخبنا الفوز. انه انتصار مهم لبقية المشوار لكن يجب الا يخفي العجز الظاهر على مختلف مستويات اللعب". ويبقى على المدرب سامي الطرابلسي الذي اكد انه سينكب على دارسة الاخطاء من اجل تلافيها، ان يثبت عكس ذلك في مباراة الغد ضد ساحل العاج لاسكات الاصوات المنتقدة. كان المنتخب التوغولي ندا قويا لنظيره العاجي في المباراة الاولى التي شهدت فرصا متقاربة للطرفين لا بل اخطرها كان لايمانويل اديبايور ورفاقه لكن النتيجة النهائية لم تصب في مصلحة المدرب الفرنسي ديدييه سيكس ومنتخبه (1-2) بعد ان كان التعادل اقرب الى المنطق والواقع. وصار على سيكس ان يحقق الفوز في المباراتين المقبلتين على الجزائر ثم على تونس في الجولة الاخيرة، في الوقت الذي بدأت فيه آمال الجزائريين تضمحل وتتآكل، وهذا ما اشار اليه بوضوح المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش الذي لم يقو بعد على نسيان الخسارة امام تونس. ويقول خليلودزيتش "هناك بالطبع بعض السذاجة. لا يوجد منتخب في العالم يملك خبرة اكبر يقبل ان يدخل مرماه هدف في الدقيقة 91. لكي تكبر المنتخبات، يجب ان تمر بمحطات ومراحل مختلفة، ولم يتطور اي منتخب كبير بكبسة زر، فهناك احيانا هزائم صغيرة واخرى مؤلمة". ويضيف "سنحاول الفوز على توغو وقد تكون هناك بعض التغييرات على التشكيلة من اجل قليل من المخاطرة كما فعلنا في الدقائق العشرين الاخيرة امام تونس عندما دفعت باربعة مهاجمين". ويرى البوسني "ان المشكلة بدأت عندما تأهلنا الى النهائيات ودخلت الفرحة قلوب الجميع وظن البعض لا بل قال اننا سنحرز اللقب. انا قلت من جهتي اننا قد نذهب بعيدا في البطولة كما اننا قد نخرج من الدور الاول، والطموح باحراز اللقب لم يأت من فراغ وانما مبالغ فيه، وهذا ما خلق جوا ادى الى زيادة الصغط. انا اعرف جيدا البطولة الافريقية وهذا الامر لا يدهشني ابدا". على الصعيد الميداني، تبدو الخيارات مفتوحة امام سيكس الذي يملك على مقاعد الاحتياط لاعبين بمهارة وكفاءة الاساسيين، فيما الخيارات ليست متاحة كلها امام خليلودزيتش بسبب الاصابات رغم التقارير الطبية المطمئنة على حد قوله عن تعافي رياض بودبوز وسفيان فيغولي. ويعتبر المدرب الفرنسي-البوسني انه لا يمكن الطلب من لاعب مثل اسلام سليمان ان يقدم اكثر من طاقته "فهو لاعب واعد لكنه ليس (البرتغالي كريستيانو) رونالدو وسيتطور شيئا فشيئا". ويؤكد ان في المنتخب الجزائري 3 او 4 لاعبين "مهمين على الصعيد الفردي، لكنهم لا يستطيعون احيانا التعبير عن مواهبهم الفردية الكبيرة على صعيد المجموعة ولا يستطيعون افراغها مع المنتخب".