أكد المفكر الجزائري المختص في العلوم السياسية، محمودي عبد القادر، بأن مسار الديمقراطية في الجزائر لا يمكن أن يتعزز لأن هناك تغليط في تعريفها بحد ذاتها، لأن الديمقراطية في الجزائر غائبة تتبع منهجا بنيويا وليست وظيفيا نتيجة غياب حقيقي لمرحلة تجربة ديمقراطية جديدة من خلال عقلنة السلوك السياسي و البرامج السياسية. وقال المفكر الجزائري والمختص في العلوم السياسية، محمودي عبد القادر، أمس، على هامش الندوة الصحفية التي احتضنتها المجاهد تحت عنوان "الثورات العربية و أسبابها"، "إن المسار الديمقراطي الجزائري لا يمكنه أن يعزز لأنه يعيش في مأزق ناتج عن عدم توظيف الديمقراطية كما يجب، بل الجزائر تنتهج ديمقراطية بنيوية و ليست وظيفية"، و أضاف " الديمقراطية حتمية لتعميق و تعزيز المسار السياسي و الديمقراطي في الوطن، و يجب أن توظف من خلال عقلنة السلوك السياسي و البرامج السياسية المختلفة التي تقود سلوكيا و تساهم في تجسيد الديمقراطية الحقيقية". و في سؤاله عن إمكانية حدوث ربيع عربي جديد في الجزائر، قال المفكر محمودي "إن الشعب الجزائري أستنتج ما حدث له في العشرية السوداء من تفكك و دمار و انعدام الأمن و الطمأنينة، فهذه النقطة هي التي تمنع الشعب الجزائري من الانتفاض و القيام بثورة من جديد"، و أردف يقول " الشعب الجزائري كان يريد التغير في مطلع التسعينات لكن ما نتج عن تلك المرحلة من ضحايا و أحداث دموية يجعل الشعب لا يريد عيش تلك المرحلة من جديد"، و أوضح أنه في الجزائر في ظل أوضاع عربية مشحونة فيما يعرف بالربيع العربي، وإذا كان البعض يعتبر أن الجزائر عرفت ربيعها منذ أكتوبر 1988 إلى أحداث التسعينات الأليمة، فإن البعض الآخر يرى أنه لا يمنع من بوادر خريف جزائري سيتولد عن الربيع الديمقراطي المؤجل. وفي سياق متصل قال المفكر الجزائري والمختص في العلوم السياسية، محمودي عبد القادر، إن ما تعيشه البلدان العربية لا يسمى بربيع عربي بل هو خريف مغيم لأنه لم يأتي بالحل للبلدان التي قامت بالانقلابات على حكوماتها، مضيفا أن أهم أسبابها الأساسية هي انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، مشيرا إلى تشاؤمه من كل ما يحدث من انتهاكات في سوريا. و بخصوص رأيه في تدخل السلطات الجزائرية في قضية الإعتداء الإرهابي بتيقنتوريين بعين أمناس، قال المفكر "إنها قضية جزائرية محضة و تدخل الجيش الجزائري كان في محله لأنها يدافع عن الوطن و سلامته، و الدبلوماسية الجزائرية عرفت كيف تتعامل مع الوضع بحنكة و لم تترك أي قوة خارجية تقرر و تتدخل في شؤونها"، و أضاف "الجزائر أثبتت قدرتها على احتواء الأزمة و حلها بما تريده هي". بشرى.ساجي