- طالبت بإنصاف المرأة على المستوى الاجتماعي الاقتصادي والسياسي هي سيدة من سيدات الجزائر اللائي اثبتن جدارتهن في المجتمع الجزائري وخاصة أنها تنمي لقطاع التعليم العالي والذي يوقع على كاهلها مسؤولية كبيرة في توعية وتربية أجيال الجزائر وشبابها .ولا يخفى على احد منا كم هي صعبة هذه المهمة التي تعج بالمسؤولية وإيصال الأمانة العلمية لطلبة الجزائر.ومن خلال يومهن العالمي المصادف للثامن من مارس من كل عام ارتأت المسار العربي التقرب أكثر من هذه السيدة من خلال الحوار التي جمعنا بها على صحفات الجريدة والتي تقبلتها محدثنا يكل صدر رحب.هي الدكتورة العايب شبيلة ، مولودة في 1 جانفي من عام 1960 بقسنطينة ،مطلقة وأم لبنتين. أستاذة محاضرة بكلية العلوم السياسية والاتصال قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر. كما تشغل أيضا أستاذة مساعدة بالمدرسة الوطنية للإدارة.متحصلة على شهادة الليسانس اختصاص العلوم السياسية والعلاقات الدولية.و شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية اختصاص التنظيم السياسي والإداري، و شهادة دكتوراة دولة تحت عنوان:" الحركة النسوية ومسار التحول السياسي في الجزائر". بالإضافة إلى أنها متحصلة على شهادة عليا في " القيادة الإدارية تحت إشراف لجنة التعاون والمتابعة لإتحاد الأوروبي. شاركت في عدة مؤتمرات وطنية فكرية وجامعية حول قضايا المرأة ، إشكالية الديمقراطية، المجتمع المدني ودوره في تفعيل المسار الديمقراطي. كما كانت لها مشاركة في عدة مؤتمرات عربية أوروبية وهي عضو مؤسس للجمعية العربية للعلوم السياسية.لديها كتابات خاصة لن تنشر بعد منها مشاركة المرأة في الحياة السياسية في الجزائر. تتبع لتطور النسيج الجمعوي النسوي في الجزائر ،الكوكبة ومصير الأسرة العربية ،العولمة أو أزمة الهوية للمجتمع العربي. المسار العربي: كيف تنظر الدكتورة العايب شبيلة إلى المرأة الجزائرية "ماضي المرأة الجزائرية ، حاضرها ومستقبلها"؟. ج1: أن المرأة الجزائرية جسدت صورة المجاهدة في ثورة التحرير و لعبت دور المناضلة في مشروع بناء الجزائر بعد الاستقلال و اليوم هي تصبو إلى تحقيق صورة المواطنة الكاملة الحقوق في مشروع الجزائر الديمقراطية ففي كل مرحلة من تطور الجزائر لعبت المراة الجزائرية الدور المنوط بها فكانت دائما قادرة على مواكبة تطور المجتمع و التكيف مع متطلباته فكانت أكثر سرعة في تقبل ما هو جديد و تميزت بقدرة على التكيف مع الجديد و كانت أكثر اعتدالا في التعامل مع الجديد هذه الخصائص التي ميزت سلوك المراة الجزائرية جعلتها عنصرا أساسيا وأداة فعالة في عملية التغير التي عاشها و تعيشها الجزائر. المسار العربي: لقد أعلن رئيس الجمهورية عن حزمة من الإصلاحات في خطابه إلى الأمة شهر افريل سنة 2011 ومن ضمنها ترقية حقوق المرأة الجزائرية .كيف تعلق الدكتورة على هاته الإصلاحات؟. ج2:أن هذه الإصلاحات التي تهتم بترقية مشاركة المرأة تعتبر ضرورية فلا يمكن أن نحقق تحولا ديمقراطيا سليما دون مشاركة كل فئات المجتمع و الحديث عن مشاركة المراة لابد أن يأتي في سياق الحديث على ضرورة تنمية وظيفة المشاركة السياسية في النظام السياسي لأنها أساسية لتسيير المؤسسات المنتخبة و الحديث عن مشاركة المراة يجب أن يدخل في إطار ترقية الأداء السياسي للفرد الجزائري ( رجلا أو امرأة وهذا لتحقيق المواطنة كوضعية أساسية لبناء المجتمع الديمقراطي . المسار العربي: ما هو رأي الدكتورة العايب شبيلة في قرار رفع نسبة المشاركة النسوية في مؤسسات صنع القرار؟. ج3: المرأة الجزائرية اقتحمت مقاعد الجامعة و مهن لم نكن نتصور يوما أنها ستصلها و لم تنتظر في ذلك قانون الكوطا أو الحصص لهذا أرى أن سلامة اللعبة السياسية و مبدأ تساوي الفرص في الحقل السياسي يستدعي منا مراعاة الروح النضالية و عفوية الإقبال على المجال السياسي و هذا لنثمن قيم الكفاءة و الاستحقاق كأحسن معيار لفرز نخبة سياسية نسوية فاعلة و ناجعة فالأداء السياسي لا يتحدد بالعدد بل بالجودة وما جدوى مكتسب قانوني لا يجعل من المرأة فاعل حقيقي والفاعل هنا ليس من يلعب دورا بل من يؤثر في وضعية وهل مشاركة المرأة تعتبر رهان سلطوي أم هي رهان مشروع مجتمع بكامله أين ننظر لزيادة مشاركة المراة في المجالس المنتخبة ليس كسلوك ظرفي بل امتداد طبيعي لقيمة مكتسبة اجتماعيا تساير عملية تسيير مؤسسات الدولة و عملية اتحاد القرار وحق التداول و المعارضة على كل المستويات و في كل المجالات . فالتواجد الفعلي ليس بالعدد بل بجودة الأداء وزيادة المناصب سيقضي على فرصة الاختيار الأمثل للقدرات النسوية وفرصة لفرز نموذج يفرض بقناعة مشاركة المراة كامتداد لتطور سلوك طبيعي تتقبله وتدخله المجموعة الاجتماعية في سلوكها و في تعاطيها مع قضية المراة. المسار العربي: هل هناك مقترحات جديدة قد تكون بحوزة الدكتورة لترقية حقوق المرأة؟. ج4: يكفي للمرأة الجزائرية أن تكون امرأة بنقاط ضعفها و قوتها لها الحق في النجاح و يمكن لها أن تخفق و تفشل فالمرأة الناجحة لا تتحدد بالمجال بل بالإمكانيات التي يوفرها المجتمع من اجل استغلال طاقاتها وقدراتها أينما كانت والمرأة جزء من هذا المجتمع وأنا مقتنعة بأنها قادرة على أن تفرز الإمكانيات المناسبة لمواكبة تطور المجتمع فيكفي أن المراة الجزائرية أنها فاعلا على مستوى إنتاج المصفوفة الاجتماعية لها نفوذ في أداء دورها في التنشئة الاجتماعية و لا يجب أن يستهان بهذا الدور و هي تؤديه على أكمل وجه . المسار العربي: هل هناك كلمة تريدين توجيهها إلى المرأة الجزائرية بمناسبة موعد الانتخابات التشريعية في 10 ماي 2012؟. ج5: إن تشريعات10ماي محطة ضرورية لبناء مؤسسات منتخبة لتسيير الشأن العام لكن لايجب إن نقف طويلا عند شكل المؤسسات و طريقة تشكيلها بل حان الوقت للحديث عن أساليب نجاعة أدائها فالاختيار اليوم لابد أن يكون على أساس إيجاد نخبة سياسية ذات رؤية عقلانية قادرة على صناعة سياسات عامة ترد بها على مطالب المجتمع الداخلية وتحمل ايضا في طياتها حلول لكل التناقضات التي تفرزها البيئة الداخلية في تفاعلها مع البيئة الخارجية إذن اليوم لابد أن يكون الحديث على طبيعة الحال أكثر منه على هوية الفاعل ولهذا لايجب أن ننشغل كثيرا بصورة المؤسسة بل لابد أن نبحث عن الأسلوب القيادي لتسيير الشأن العام وضمان قدرة تكيف هذه المؤسسات مع التطورات الخارجية وهذا لضمان استقرار و ديمومة الدولة الجزائرية. المسار العربي: ما هو رأي الدكتورة العايب شبيلة فيما يحدث داخل العديد من الدول العربية؟ . ج6:ما يجري في الدول العربية يعبر على الخلل الوظيفي الذي برز في أنظمة حكم هذه الدول في تعاملها مع مطالب الفئات الاجتماعية داخليا و التطورات العالمية وهذا ماجعلها فريسة سهلة للدول العظمى تستعملها لدفع فاتورة الأزمة الرأسمالية التي تعرفها هذه الدول فجزء من الدول العربية استعملتها القوى العظمى كأدوات لتحقيق مصالحها و الجزء الأخر هو موضوع لهذا الاستغلال المشهد العربي اليوم محزن جدا وعلى هذه الدول أن تنمي قدراتها لاسترجاع سيادتها وبناء وفاق اجتماعي داخلي لتتصدى به لأي عدوان خارجي وإلا فان مصير الدولة العربية هو الزوال وتكون بذلك القوى العظمى قد نجحت في بناء إستراتيجية تسير بها شعوبا عربية متفككة فاقدة لسلطة ذات سيادة ترتكز عليها لبناء كيان سياسي يغبر على هويتها السياسية و الثقافية . المسار العربي: ما هو مستقبل المرأة العربية في نظرك؟. ج7: مستقبل المرأة العربية مرهون بمستقبل مجتمعاتها فالمرأة العربية تحمل في سلوكها صفات المجتمع الذي تنمو فيه مجتمع في أوج التحول يبحث عن قيم ليسند مشروعه الاجتماعي السياسي و المراة كأي شريحة من شرائح المجتمع العربي سيتحدد دورها وفق هذا المشروع ولهذا إن اهتمام الدول العربية بترقية دور المراة في الحياة السياسية سيساهم إلى حد كبير في التخفيف من الصبغة الأبوية للأنظمة السياسية العربية و يساعد الدول على تمرير مشاريعها بضمانات أوسع لكل فئاتها الاجتماعية وخاصة أن الدول العربية اليوم بحاجة لالتفاف كل شرائح المجتمع حول مشروعها للتخفيف من وطأة الافرازات السلبية لتحولات المجتمع الدولي . المسار العربي: كلمة أخيرة عبر يومية المسار العربي؟. تقول الدكتورة : ونحن في أجواء احتفال 8مارس تمنياتي للمرأة الجزائرية أن تحقق مواطنة كاملة أساسها مساواة على المستوى السياسي وإنصاف على المستوى الاجتماعي الاقتصادي وكرامة على المستوى الإنساني وكل 8مارس وجميلات الجزائر بألف خير.