تطرح هبة البرلمان لمحاسبة روراوة على الاخفاق الذي مني به المنتخب الوطني في " كان " جنوب افريقيا العديد من التساؤلات، حول الخلفيات التي تحرك رجالات " بر- الأمان "، واستفاقتهم المثيرة لمحاسبة الرجل الأول في قصر دالي ابراهيم، فبعد النوم العميق واغماض العين عن ملفات الفساد والمفسدين، تفطن هؤلاء لروراوة وكأن البلد الذي يعيشون فيه هو سويسرا وليس الجزائر، والشعب الذي يمثلونه هو الشعب النرويجي، وليس الشعب الجزائر، ولذلك في هذه الجزائر ليس الا مشكلة روراوة الذي استوجبوا تمريره في عين الابرة نظير الاقصاء المبكر للخضر. هذا البرلمان المشلول حتى لا أقول برلمان الحلاقات، أكل يوم أكل الثور الأبيض، فالبرلماني الذين يتودد للوالي وللمدير وللوزير وهم القادم في " شكاير " المال الفاسد والرشاوي وشراء الذمم، لا يمكن أن يحاسب الآخرين لأنه غير مؤهل لذلك، والأجدر أن يبدأ بمحاسبة نفسه، اذا كان في مفكرته شيئ يسمى حساب، وأما الحديث عن محاسبة الحكومة والهيئات ومراقبة أموال الشعب فهي آخر الأشياء التي يجب أن يفكر فيه هؤلاء. واذا كانت البرلمانات في جميع دول العالم وفي مختلف الأنظمة السياسية هي حامي الحمى فان البرلمان الجزائري، لا يستطيع محاسبة " بواب " في شركة سوناطراك، وأما المال العام فهو أول المتربصين به، والا بماذا نفسر العمى والصمم الذي أصاب نوابنا تجاه الكوارث اليومية التي تبتلع الجزائريين، ولا يستفيقون الا عندما يقصى المنتخب الوطني من الدور الأول للكان؟.. صحيح أن أحوال كرتنا ليست بخير، لكن صحيح أيضا أن بلدنا بالكامل ليس بخير، فكيف لا " يترجل " نوابنا الا على روراة، ويتحولون الى " هوانم غاردن سيتي " عندما يتعلق الأمر بمصير الشعب والبلد قاطبة؟. البلاد غارقة في الفساد والرشوة والمحسوبية والمحاباة والتهميش والتعسف والاقصاء.. وبرلماننا لا يحسن الا سياسة " الرفع "، ولما يريد انقاذ شرف القبيلة لا يجد امامه الا روراوة للتضحية به اعتقادا منه انه " محقورتي عيشة مرتي "، وأما البقية فهم " طابوهات " ينصح بعدم الاقتراب منهم، وكم من نائب صوت عكس قناعاته في أكثر من مناسبة لأن التعليمات جاءت من فوق، والمهم عند هؤلاء هو ارضاء السيد قبل ارضاء الضمير.. فمن يحاسب من ومن يراقب من اذا كان حاميها حراميه..؟