تأسفت الفنانة سعاد سبكي على الواقع الراهن للمسرح الجزائري، و زمن العمالقة الذي ولى، و قالت إن ما ينتج و ما يقدم حاليا على خشبة المسرح ينتهي تأثره مع خروجك من قاعة العرض، و أن المسرح أضحى سوق للبزنسة و ربح المال و ذلك في ظل غياب مسؤولين يعشقون هذا الفن. سعاد سبكي التي تنوي الاعتزال قريبا و هذا حسب ما صرحت به خلال الندوة الصحفية التي نشطتها أول أمس رفقة يزيد صحراوي مشاركها في التمثيل، للحديث عن إنتاجهما الجديد الذي سيعرض أمسية اليوم بقاعة الموقار الموسوم ب"الزواج و العواج"، قالت إنها لا تنتظر وزارة الثقافة أن تمول أعمالها الفنية، وأنها جل العروض التي قامت بإخراجها من تمويلها الخاص، وذلك فقط لإيمانها "أن الفنان الحقيقي هو ذلك الشخص الذي لا يأت بالأعذار الواهية ليبرر خموله وتقاعسه وتماطله في العملية الإنتاجية، وأن الفعل الفني يتطلب السرعة ويتجاوب مع طبيعة المجتمع، ومن المفترض أن نهتم بهموم الفرد بدل خلق المشاكل لا أساس لها". كما أشارت الفنانة سعاد سبكي في سياق حديثها أن هذا العرض هو من إنتاج تعاونية " سعاد سبكي " وهو أول عمل فني تنتجه هذه التعاونية التي تأسست حديثا، و أنه تجربتها الثانية في الإخراج بعد عرض "سوق الرجال" الذي لقيا نجاحا واسعا، و أضافت أن هذا العمل الذي كتب نصه أحمد رزاق، قامت بإجراء تعديلات عليه بداية من العنوان الذي كان "مبروكة"، إلى "الزواج والعواج" و ذلك تقول المتحدثة حتى يتماشى والتطورات الحاصلة في مجتمع اليوم، و أنها قامت بمعالجته بطريقة فكاهية هزلية و بلغة عامية يفهمها الجميع. من جهة أخرى بررت المخرجة سعاد سبكي مشاركتها في تمثيل إلى جانب يزيد صحراوي الذي يجسد دور "مبروك"، و لم تسند الدور لممثلة أخرى "ليس لقلة الممثلات بل لاقتناعها بأنّ النّص يجب أن يقدّم بصورة جيدة لأنها تريد إيصال رسالة في قالب هزلي لجمهور الفن الرابع حول معاني ودلالات الأعراف والتقاليد التي تتعلق بالزواج في المجتمع الجزائري، مؤكدة في سياق ذاته أنها لو لم تقم بتعديلات على النص لكانت قد أعطت دور للممثلة أخرى لأدائه، وفي السياق ذاته، أوضحت المتحدثة بأنّها غامرت في إخراج هذا العمل مقارنة بخبرتها البسيطة في المجال وكذا غيابها لمدة سنتين عن الميدان، ناهيك عن غياب دعم مادي لها من قبل الوزارة، غير أنها أصرّت على إتمامه على حسابها الخاص نظرا لقيمة الموضوع التي يعالج قضايا و هموم نابعة من المجتمع، و حّبا منها لتعرية هذا الواقع. من جهته أكد يزيد صحراوي أن هذا التعديلات التي قدمتها سعاد سبكي كانت تعديلات ضرورية و لابد منها و حتى تتماشى مع الوقت الراهن، و أنه برغم من أن الموضوع مستهلك و تطرق له العديد من الكتاب و المنجين إلا أن الجديد هو طريقة طرح المخرج و أساليبه الفنية في تجسيدها على الركح هي التي تبين قيمة العمل و الموضوع على حد سواء، أما بخصوص اللغة يقول المتحدث أنها لم و لن تكن عائقا في نجاح أي عمل مسرحي بدليل أن هناك أعمال نجحت فقط باعتمادها للغة الإشارة و الحركة. العرض المسرحي" الزواج و العواج" الذي سيستغرق ساعة و نصف من زمن يعالج قصة حب عادية بين مبروك ومبروكة تتوج بالزواج، لكن فجأة تتعقد الأمور في ليلة الزفاف ويبدأ الصراع بينهما، بسبب اختلاف عادات وتقاليد أهل العروسين، كما يتناول العرض إلى جانب ذلك مشاكل عديدة يعيشها المجتمع الجزائري منذ القدم بسبب ذهنيات وأفكار قديمة لا تتناسب مع مستجدات العصر الحالي. نسرين أحمد زواوي