مازالت قضايا اجتماعية كثيرة تشغل بال الكتاب والمخرجين المسرحيين الجزائريين، خصوصا تلك التي ترتكز على بناء أسرة التي تعد نواة لبناء مجتمع سليم ألا وهي الزواج، وهذا ما شغل المخرجة والممثلة المسرحية السيدة سعاد سبكي، حيث عقدت أمس، ندوة صحفية حول عملها المسرحي الجديد :«الزواج والعواج” الذي سيتم عرضه الشرفي يوم الخميس بقاعة الموقار. مسرحية “الزواج والعواج” كتب نصها أحمد رزاق، وقد تم تعديل المسرحية من قبل المخرجة سعاد سبكي، ومسّ التعديل حتى عنوان المسرحية “مبروك ومبروكة “، وهي من إنتاج تعاونية الفن المسرحي. في بداية الندوة، قدمت المخرجة سعاد سبكي عملها الجديد الذي يعالج قضية اجتماعية بطريقة فكاهية، وأكدت خلال ندوتها أنها أجرت تعديلا على النص الأصلي للمسرحية، ليتلاءم والتطورات التي حصلت داخل المجتمع من وسائل تكنولوجية حديثة. وأكدت الممثلة سعاد سبكي، أنّه سبق لها وأن أخرجت مسرحية “سوق الرجال” التي تعبت فيها كثيرا، واستغرق العمل بها مدة ثلاث سنوات كاملة، وقد عرفت نجاحا كبيرا ومن ثم غابت عن المسرح لتعود بهذا العمل الجديد. وأضافت مخرجة، “الزواج والعواج “ أنها إلى جانب إخراجها لهذه المسرحية، ستقوم بالتمثيل فيها نظرا لملاءمة النص، لتتقمص هذا الدور. وقد تطرقت سبكي لقلّة الإمكانيات، حيث اعتمدت على إمكانية التعاونية القليلة، وتمنّت في الأخير أن يكون عملها هذا ناجحا ومقبولا لدى جماهير المسرح الجزائري المتعطش للأعمال الهادفة . وفي إطار هذه الندوة، استفسرت “المساء” عن اللغة التي اعتمدتها المسرحية وعن عدد المشاهد والفصول، حيث أكد الممثل يزيد صحراوي أن المسرحية اعتمدت اللهجة الجزائرية لغة لها، وأنها تتكون من فصلين وأربعة مشاهد، واعتبرت أن اللغة لم تكن عائقا، وأنّ هناك مسرحيات لاتعتمد اللغة، وإنما تعتمد على لغة الإماء والحركة. أمّا عن الاشكالية التي تناولتها المسرحية والتي يعدّ موضوعا مستهلكا ومستثمرا لأعمال مسرحية متعددة، فاعتبر يزيد صحراوي أن طريقة الطرح ومعالجة الموضوع هي سرّ نجاح المسرحية لأنه سيعالج بطريقة جديدة. كما أكدت من جهتها، السيدة سعاد سبكي، أنها تنوي اعتزال الفن المسرحي، وأنها تعمل سكاتش تليفزيوني ومسلسل لشهر رمضان القادم، وستلعب دورا فكاهيا وتتقمص شخصية متسولة.. ،وأضافت السيدة سعاد، أنّ عملها الجديد “الزواج والعواج” سيكون ضمن برنامج جولات داخل الوطن، لتعرضه على الجمهور الجزائري. كما تطرقت إلى واقع المسرح الراهن، وتأسفت كثيرا عن زمان عمالقة المسرح الجزائري، حيث أصبح المتتبع يشاهد مسرحية ثم ينسى أحداثها مباشرة بعد خروجه، إضافة إلى غياب المهنية، وتحول المسرح إلى سوق للبزنسة في غياب حبّ المسرح وعشقه مثلما كان عليه في عهد رواده الأوائل. وللتذكير، فإن مسرحية “الزواج والعواج” هي قصة حب تتوج بالزواج، وتتصاعد عقدة المسرحية في بدايتها عندما تصطدم بعادات وتقاليد أهل العروسين. وتريد من خلال هذا النص تعرية الواقع الذي تعيشه. اشتغل في هذا العمل المسرحي الذي تعرضه ساعة ونصف، في أربعة مشاهد وفصلين، فرقة تتألف من أربعة أشخاص، من بينهم المخرجة سعاد سبكي في دور مبروكة والممثل يزيد صحراوي في دور مبروك، وقد كتب نص المسرحية أحمد رزاق وأخرجتها سعاد سبكي ويساعدها في الإخراج حميد شعبوني، وفي تعديل النصّ يزيد صحراوي، أمّا الجانب التقني فقد أشرف عليه مزياني هشام.