أكد الباحث و البرلماني السابق محمد أرزقي فراد، أمس، على ضرورة إدماج القيم النوفمبرية المتفق عليها في بيان 54 من أجل البناء الصحيح للدولة و الذي يبنى على أساس الديمقراطية بالدرجة الأولى، مشيرا الى ان اي جهود لإنشائها بدون معايير نوفمبر فانه محال الحصول واصفا اياها بمطاردة طيف الدخان. و أفاد محمد ارزقي فراد على هامش احياء اليوم الوطني للشهيد بوجوب احترام ارادة الشعب في اختيار الدستور و كذا بناء الدولة على اسس ديمقراطية مع تطبيق مبدأ فصل السلطات، كما أشار الى وجوب تقديم المصلحة العامة على الخاصة و كذا المصالح المادية، مشددا على بث قيمة التضحية في المجتمع كل في مجاله لصالح الوطن و ادماجها كسلوك محمود يومي لتترجم في نطاق التربية. و أضاف البرلماني السابق بان الدولة الجزائرية قد حققت الكثير من المكاسب الاجتماعية و الاقتصادية منذ الاستقلال مشيدا بالثورات التي قامت بها في مجال التعليم و الصحة، و لكن في المقابل أشار الى انه بالنظر الى الامكانيات البشرية و الاقتصادية و الاستراتيجية التي تتمتع بها الجزائر فإننا نستطيع تحقيق افضل من ذلك. و رغم تدني المستوى المعيشي و عدم توفير الحد الادنى للمعيشة فقد أشار محمد ارزقي فراد الى وجوب حب الوطن، قائلا ان الشهداء قد عملوا على تحرير وطنهم من دون مقدمات و لا حسابات و لا حتى انتظار مقابل و هذا ما يجب ان يتحلى به المواطنون من اجل بناء دولتهم. كما أكد ارزقي على ضرورة اصدار قانون يجرم الاستعمار الفرنسي لما ارتكبته من اعمال شنيعة في حق الشعب الجزائري و انتهاكات لحقوق الإنسان لتحديد العلاقة و توضيح الأمور مشددا في ذات الوقت على ضرورة ترسيخ الوعي التاريخي في عقول الجيل الجديد و ذلك عبر تدريس السجل الذهبي للتاريخ و ادراجه ضمن البرامج التربوية مع أهم مقاطع المقاومة الشعبية، بهدف تحصين الاجيال باعتبار ان التاريخ صمام الامان. و للإشارة فقد قدم البرلماني السابق مشروع قانون لتجريم الاستعمار في 2001 و لكنه قوبل بالرفض. و في سياق متصل فقد أوضح استاذ العلوم السياسية و الكاتب سليم قلالة بأنه من الضروري رسم سياسة اعلامية صحيحة يمكن من خلالها استمرار دولة على اساس رصيد حر، مشيرا الى ان القيم العالية و النوفمبرية هي التي منعت الدولة من الانهيار في فترة من الفترات. كما أشار سليم قلالة الى ان المبادئ النوفمبرية من القيم العليا التي يجب ان تعود لتسود في دولتنا، مركزا على التضحية النابعة من الداخل قائلا ان كل مواطن و عامل لا بد أن يعمل لتطوير بلاده. و تابع قلالة متحدثا عن اصحاب المصالح الشخصية و المادية الذين يدّعون التحلي بقيم الشهيد و هم عكس ذلك، كما تمحور حديثه حول وجوب التحلي برؤيا واضحة مستقبلية تتضمن هدفا محددا مؤكدا على ضرورة النظر من اجل تطوير هذه الرؤية. و في سياق متصل فقد اشار الكاتب الى اننا نعيش نوعا من الضبابية حيث لم نقم الى يومنا هذا بدراسة مستقبل العشرين سنة القادمة و لم نطرح ايضا اشكالية الجيل الحالي الذي من المفروض ان يكون قوة المستقبل. كما افاد اتاذ العلوم السياسة قلالة بتوفر افكار قيمة من طرف عدة احزاب و لكنها ليست مصاغة حسبه لتحصن الوطن، قائلا بانه يجب اخذ العبر من التاريخ للعمل على المستقبل عبر ربط القيم التاريخية بالمستقبل. نسرين صاولي