اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم أشغال "الملتقى الدولي محمد بن شنب والحداثة" اليوم، بعد أربعة أيام من الطرح والنقاشات عن موضوع الحداثة وكان ختامها حول "مرجعيات الحداثة في العالم العربي وآفاقها" كآخر محور أراد من خلاله المتدخلون بسط منظومة فكرية تسبق الآليات العملية التي تحدد عناصر الحداثة في العالم العربي كينونة أو حدوثا تحدث رئاسة الدكتور عمار طسطاس . حيث تركزت تدخلات الحاضرين على أنّ نفي الديني من الشأن الاجتماعي والسياسي أحد الركائز الأساسية التي قامت عليها الحداثة الغربية، في حين أن هذه القيمة الدينية هي جزء مهم من علاقة الحداثة كفكر ومنهج وكأسلوب حياة بل إنه جزء عميق ومتجذر على مستوى النسيج الاجتماعي، والنسق الثقافي، والمنظومة القيمية للمجتمعات العربية. وفي ذات السياق ، تطرق المحاضر د. حسين رايس من باريس وهو جزائري الأصل إلى موضوع "على هامش الحداثة" حيث أردف في مقدمته مجموعة من القناعات أن مجرد التفكير في موضوع الحداثة نشأة وتطورا وانتشارا فإنه يشعر الإنسان بين أمواج بحر متلاطمة ومداخلات تندفع الواحدة تلو الأخرى، من هنا يرى المحاضر أنه يجب توضيح وإبراز لهذه الظاهرة الشائكة "اعتبارا لمضمونها وعملها سواءً كان ذلك على المستوى الثقافي المتعارف عليه بين الفئات التي تلج عالم المعرفة والمفاهيم التي تتجدد وتتلون في كل حين، لأن انتماءات هؤلاء أيضا تتنوع فتأخذ أبعادا ومفاهيم مختلفة". وفي ذات الصدد أعتبر د. الطاهر سعود من جامعة سطيف في مداخلة تحمل عنوان "الدين والمشروع الحداثي، من النفي إلى العودة"، أن نفي الدين من الشأن الاجتماعي والسياسي أحد الركائز الأساسية التي قامت عليها الحداثة الغربية، مقدما بعض الطروحات التي تحتل اليوم حيزا مهما في الخطاب العلمي والفلسفي "بين من يتبنى فكرة عودة الديني ويعطي لها مداها من التأثير في الواقع المعاصر من حيث الزيادة في الطلب الاجتماعي على الدين. بعدها تقدم السيد د.عبد الحميد بورايو رئيس اللجنة العلمية للملتقى أين قرأ على الحضور ورقة توصيات الملتقى الدولي الدكتور محمد بن شنب و الحداثة، ويخلفه بعد ذلك مدير الثقافة لولاية المدية السيد ميلود بلحنيش في كلمة شكرَ فيها الحضور من أساتذة ومشاركين، كما أعرب عن وامتنانه للسيد رئيس جامعة يحيى فارس لجعل تحت التصرف مرافق المركز الجامعي وكل الطاقات البشرية بغية إنجاح ملتقى، ثمّ عرج على أهمية الملتقى العلمية والثقافية، وأكدّ على أهمية هذه الملتقيات في بسط نظرة تفاؤلية ومستقبلية لبناء صرح البلد ثمّ أعطى إشارة اختتام الملتقى. مبارك درار