نهائي قبل الأوان.. ذلك الموعد الذي يجمع أمسية غد مولودية الجزائر وضيفه وفاق سطيف، في نصف نهائي كأس الجمهورية، على ملعب 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة، حيث ستتّجه كل الأنظار والأسماع إلى الملعب التاريخي للكرة الجزائري، لمتابعة أدق تفاصيل المواجهة بين مرشحين فوق العادة للفوز باللقب. العميد يعوّل على دعم عشرات الآلاف من دعم "الشناوة" لقهر الوفاق والوصول إلى النهائي مرة أخرى، كما يسعى رفقاء شاوشي إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه، خاصة بالنسبة للذين لم يذوقوا من قبل طعم التتويج بكأس الجمهورية وكم هم كثر في العميد. كما أن الوصول إلى الدور النهائي يعني أن اللقب بات مضمونا بنسبة كبيرة جدا، لأن العميد سيلعبه في نفس الملعب (5 جويلية) أي أنه سيلعب على ملعبه، ناهيك عن المعنويات المرتفعة جدا في بيت المولودية بعد احتلال المركز الثاني في البطولة خلف الوفاق السطايفي، إثر الفوز الكبير على شبيبة القبائل نهاية الأسبوع الماضي بثلاثية كاملة. كما سيكون للمنحة التي وعدت بها الشركة النفطية "سوناطراك" عناصر العميد في حال التتويج باللقب، أثر في أداء الفريق وعزمه على نيل الكأس من بين يدي رئيس الجمهورية. ولعلّ ما يبعث الارتياح أكثر في نفوس الأنصار والفريق عموما هو أن الفريق سيواجه الوفاق حامل اللقب بكامل التشكيلة التي تتواجد في كامل احوالها، عدا غياب المدافع الأوسط، أكساس، الذي لن يجد المدرب مناد مشكلا تماما في تعويضه بجغبالة. بالنسبة للوفاق فإن قصة جميلة تربطه بمنافسة كأس الجمهورية، التي يعدّ أبرز اختصاصييها من بين الفرق الجزائرية، حيث يملك في رصيده عدة ألقاب، حيث يسعى للاحتفاظ باللقب وذلك بالنظر للجدية التي تحدو اللاعبين خلال التحضيرات التي بملعب 8 ماي 1945 حسب ما لوحظ في الحصص الأخيرة للفريق. وبغية فرض تركيز شديد على المواجهة فقد تم منع لاعبي الوفاق من التصريح للصحافة من أجل تفادي زيادة الضغط عليهم حسب ما أوضحه رئيس النادي حسان حمار لكن هذا لم يمنع من "تسرب" بعض الأخبار مفادها أن اللاعب دلهوم وزملاءه في النادي لن يتنقلوا إلى الجزائر العاصمة في ثوب الضحية، لمواصلة "قصة الحب" بين "الكحلة" وكأس الجمهورية وهذا منذ أول لقاء نهائي فاز فيه الوفاق على ترجي مستغانم في 1963 ما يجعل لاعبي الوفاق يصرون على الفوز في مباراة يوم الجمعة المقبل التي تلعب على أرضية 5 جويلية وهذا لبلوغ الدور النهائي للمرة التاسعة في تاريخهم (فاز وفاق سطيف في الثماني نهائيات التي بلغها) حتى وإن كانت مولودية الجزائر تحقّق تألقا في الآونة الأخيرة.