تعرف لاعبو مولودية الجزائر عشية أول أمس على هوية منافسهم في المربع الذهبي من كأس الجمهورية، وكتب عليهم أن يصطدموا بحامل آخر لقب الموسم الفارط وفاق سطيف .. بعدما تأهل أبناء عين الفوراة على حساب شباب بلوزداد، ورغم أن لاعبي المولودية تنتظرهم مباراة لا تقل أهمية عنها السبت المقبل في البطولة الوطنية أمام شبيبة القبائل، في رحلة البحث عن المرتبة الثانية المؤهلة للمشاركة في دوري رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، إلا أن حديثهم اقتصر أمس عن مواجهة الوفاق التي يريدونها مفتاح النهائي، في خطوة جديدة من مخطط إعادة الكأس الغالية إلى خزائن مولودية الجزائر. اللاعبون كانوا يتمنون بلوزداد والكأس اختارت الوفاق وكانت "الهداف" قد جست نبض لاعبي مولودية الجزائر قبل 24 ساعة عن مواجهة الوفاق أمام بلوزداد، ووجدنا أن أغلبية اللاعبين كانوا يتمنون ملاقاة شباب بلوزداد في المربع الذهبي من أجل تأكيد علو كعب "العميد" على جيرانه، بعدما فاز عليهم مؤخرا في البطولة ولكن السيدة الكأس التي تختار عريسها دوما أرادت الوفاق منافسا للمولودية في نصف نهائي مثير بعد أقل من أسبوعين. نهائي قبل الأوان وأجواء مباراة "سي. أس. سي" ستعاد لا يختلف اثنان من هواة كرة القدم الجزائر الجزائرية، أن مواجهة مولودية الجزائر -وفاق سطيف يوم 12 أفريل الحالي ستكون نهائيا قبل الأوان بالنظر إلى تاريخ الفريقين وحكاية العشق بينهما وبين السيدة الكأس، وشعبيتها التي ستجعل محبي الأخضر والأحمر والأبيض يجتاحان مركب 5 جويلية، ما يجعل كل المعطيات توحي أننا سنعيش أجواء مباراة الجمعة الفارط بين مولودية الجزائر وشباب قسنطينة مرة أخرى. المولودية والوفاق لم يلتقيا في الكأس منذ 7 سنوات وقد أرادت قرعة الكأس بعدما وضعت مولودية الجزائر وجها لوجه مع وفاق سطيف، أن يُكتب فصل جديد من فصول تاريخ مواجهات الفريقين في كأس الجمهورية حيث لم يلتقيا منذ 7 مواسم، وكانت آخر مرة واجه فيها "العميد" الوفاق في مارس 2006 وبالضبط في ملعب البويرة (قانون الكأس كان بصيغة الملعب المحايد) في إطار الدور ربع النهائي، وعاد التأهل للمولودية بفضل ثنائية يونس وباجي وواصل "العميد" رحلته حتى النهائي حيث فاز على اتحاد العاصمة وتوج بالكأس الخامسة في تاريخه. بداية الحكاية كانت في 1967 في أول وآخر نصف نهائي بين الفريقين وكانت بداية تاريخ مواجهات مولودية الجزائر أمام وفاق سطيف في منافسة الكأس، بعد 5 سنوات من الاستقلال وبالضبط في موسم 66 -67 وكان "العميد" ينشط يومها في القسم الثاني ووضعته القرعة أمام الوفاق في بولوغين، وعاد التأهل إلى أبناء عين الفوارة الذين كانوا يملكون فريقا كبيرا وبنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، وتأهلوا إلى الدور نصف النهائي وكانت أول وآخر مرة يلتقي "العميد" بالوفاق في هذا الدور المتقدم جدا. الوفاق يجسد سيطرته ويعيد السيناريو في 1968 وضعت القرعة مولودية الجزائر وجها لوجه مع الوفاق في الموسم الموالي أيضا 1968، حيث برمجت المواجهة بملعب بن عبد المالك في قسنطينة بعد عودة "العميد" إلى القسم الأول، ورغم أن الفرصة كانت مواتية للعاصميين من أجل الثأر كرويا إلا أن سيطرة السطايفية تواصلت، وحققوا تأهلا بنتيجة 1967 نفسها بعدما فازوا مرة أخرى ب 3-1. مناد لا يريد أن يقصى أمام الفريق الذي حرمه من الكأس وستأتي مواجهة الكأس بين مولودية الجزائر ووفاق سطيف بعد أسبوعين في وسط ظروف خاصة جدا، كما ستكون بطابع الثأر الكروي أيضا لما يجد المدرب جمال مناد نفسه وجها لوجه أمام الفريق الذي فاز عليه في النهائي الموسم الفارط، لما كان مدربا لشباب بلوزداد بهدف حشود وحرمه من أول ألقابه مدربا، لذلك لا يريد مدرب "العميد" أن يلدغ من الجحر مرتين كما يرفض أن لا يحطم السطايفية مرة أخرى حلم معانقته أول تتويج له في مشواره مدربا. يبحث عن الثأر من "فيلود" والتأكيد أنه شبح الأوروبيين كما يسعى المدرب جمال مناد للثأر كرويا من المدرب الفرنسي "فيلود"، الذي فاز عليه في ذهاب البطولة بملعب 8 ماي 45 في سطيف بثلاثية، وهي الخسارة التي كانت الأولى ل مناد على رأس العارضة الفنية لمولودية الجزائر ولم يتجرعها لحد الآن وحمّل يومها الحكم بوستر مسؤوليتها، كما يريد مناد أن يستغل مواجهة الكأس ليؤكد أنه الشبح الأسود للمدربين الأوروبيين، بعدما فاز على كل المدربين الأجانب الذين واجههم سواء في البطولة أو الكأس. 5 لاعبين يبحثون عن إقصاء الفريق الذين توجوا معه بالكأس وما سيعطي مواجهة المولودية أمام الوفاق في الكأس يوم 12 أفريل الحالي نكهة أخرى، هو وجود عدة لاعبين في تعداد المولودية سبق لهم أن فازوا بالكأس مع الوفاق ويبحثون عن إقصاء الفريق الذي أدخلوا الفرحة إلى قلوب أنصاره في 2010، ويتعلق الأمر ب مترف، شاوشي، قاسم مهدي، حاج عيسى وحتى حشود الذي توج بكأس الموسم الفارط وكان وراء الهدف الأول، وبالمقابل يضم تعداد الوفاق لاعبا واحدا توج بالكأس مع المولودية وفي مناسبتين وهو فاروق بلقايد، ما يجعل حمى المباراة تتصاعد كلما اقترب موعدها. رغم أن لجنة الكأس حددت يوم 12 أفريل موعدا لها السطايفية يضغطون على الرابطة لتأخير مباراة المولودية 24 ساعة تعزم إدارة الوفاق على وضع لاعبيها في أفضل الظروف لقلب الطاولة على مولودية الجزائر، من أجل مباغتتها وخطف تأشيرة المرور إلى النهائي قبل المباراة المباشرة بينهما يوم 12 أفريل الحالي، حيث علمنا أن إدارة الرئيس حمّار تضغط على مسؤولي لجنة تحضير الكأس من أجل تأخير قمة المربع الذهبي 24 ساعة فقط، حتى تسمح لأشبال فيلود بالاسترجاع جيدا واللعب أمام مولودية الجزائر بكامل إمكاناتهم. يريدون الاسترجاع جيدا بعد لعب مباراة بلوزداد يوم 9 أفريل ويبدو أن طلب إدارة الوفاق تأخير مباراة الكأس أمام مولودية الجزائر منطقيا، مادام السطايفية سيواجهون شباب بلوزداد في مباراة متأخرة يوم 9 أفريل (72 ساعة فقط قبل مباراة الكأس أمام العميد)، ويريدون ربح 24 ساعة إضافية لأن أشبال المدرب الفرنسي "فيلود" تنتظرهم مواجهة صعبة جدا هذا الجمعة في المنافسة الإفريقية أمام "أسفا أنيڤا" البوركينابي، برسم إياب الدور السادس عشر من رابطة أبطال إفريقيا. يضغطون على قرباج حتى يؤجل مباراة بلوزداد إلى ما بعد الكأس كما علمنا أن إدارة الوفاق تستعمل طلب تأخير مواجهة الكأس أمام مولودية الجزائر ب24 ساعة، من أجل الضغط على الرابطة الوطنية ووضعها أمام الأمر الواقع حتى توافق في النهاية على طلبها، وإذا حدث العكس فإن إدارة حمّار ستشترط تأجيل مباراة البطولة المؤجلة أمام شباب بلوزداد والمبرمجة يوم 9 أفريل الحالي إلى ما بعد مباراة الكأس. المولودية لا تعارض التأخير وتحترم أي قرار ستتخذه الرابطة ومن أجل معرفة وجهة نظر إدارة مولودية الجزائر في هذا الموضوع، تحدثنا أمس مع منسق الفرع عمر غريب الذي أكد لنا أنه لم يصله أي شيء رسمي عن تأخير مباراة الكأس، وحتى إذا رضخت لجنة الكأس لطلب السطايفية فإن المولودية لن تعارض التأخير ب24 ساعة فقط، مادام هذا الأمر سيسمح للاعبي "العميد" أيضا بالاسترجاع فترة أطول لأنهم سيلعبون مباراة قوية هم كذلك السبت المقبل أمام شبيبة القبائل. تأخير مباراة الكأس يساعدها أكثر من تأجيل مباراة بلوزداد ورغم أن إدارة مولودية الجزائر لا تريد أن تقحم نفسها في قضية لا تعنيها، وتريد أن تحافظ فقط على تركيز لاعبيها على التحديات الهامة التي تنتظرها في البطولة والكأس أيضا، إلا أن الحقيقة التي لا يجب إخفاؤها أن تأخير مباراة الكأس من الجمعة إلى السبت يساعد المولودية، أكثر من اللعب يوم الجمعة وتأجيل مباراة الوفاق في البطولة أمام بلوزداد لأن هذا سيجعل زملاء شاوشي يحضرون ويسترجعون لمدة أسبوع كامل قبل مواجهة الكأس. مناد يحذر من التفكير في مباراة الوفاق قبل القبائل ورغم أن حمى مواجهة الكأس قد انطلقت في معاقل "الشناوة"، وأخذت حصة الأسد في منتديات أنصار "العميد" على موقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المدرب جمال مناد كشف لمقربيه أنه لا يريد أن يحرق لاعبوه المراحل ويفكروا في مباراة الكأس من الآن، ويهملوا مباراة البطولة أمام شبيبة القبائل التي لا تقل أهمية عن مباراة الكأس، وستكون أهم مفاتيح الارتقاء إلى المرتبة الثانية وضمان مرتبة تؤهل "العميد" للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا الموسم القادم. م. لكحل أكساس: "لن أسمح لسطيف بأن تنتزع منّي حلم الوصول إلى النّهائي" "عودية صديقي لكنه يعرف العقلية، ولن تكون بيننا أيّ صداقة في الملعب" كيف هي معنوياتكم بعد التأهل المستحقّ إلى نصف نهائي كأس الجمهورية؟ معنوياتنا عالية والجميع فرح لهذا التأهل، وبصراحة لعبنا أحسن من منافسنا في معظم فترات المقابلة وتمكنا من بلوغ هدفنا.. الآن علينا أن نفكر فيما هو قادم لأنه الأصعب. صحيح أن التأهل كان رائعا خاصة بحضور أنصارنا، لكن لا يجب أن ننسى أيضا المناصر الذي توفي رحمه الله... "وربي يصبّر والديه". متى بلغك وفاة المناصر، قبل بداية اللقاء أم بعد نهايته؟ في نهاية اللقاء.. معظم اللاعبين لم يكونوا على علم بوفاة هذا المناصر الشّاب، وبصراحة الجميع تأثر في نهاية اللقاء، خاصة في غرف الملابس أين كانت الأجواء حزينة، ولا يمكن لي أن أصف لكم شعورنا بعدما بلغ مسامعنا وفاة أحد أنصارنا، كنا نتمنى أن نحتفل مع الأنصار بالتأهل، لكن احترام مشاعر أقارب المناصر وأصدقائه كان أولوية. كيف تقيّم مردودك بعدما لعبت لأول مرّة أساسيا في 5 جويلية؟ وجدت بعض الصعوبات في بداية اللقاء ليس بسبب الضّغط، ولكن لأني بعيد عن المنافسة لمدة تفوق شهرين، فمنذ التحاقي بالمولودية لم ألعب سوى بعض الدّقائق في نهاية بعض اللقاءات، وأول مباراة لي أساسيا كانت في قسنطينة. من جهة أخرى كنت أعلم بأن أنصار المولودية ينتظرون مني أفضل أداء، لكن في الشوط الثاني تداركت الوضعية وقدّمت أحسن شوط لي منذ بداية الموسم ككل. هل تابعت مباراة شباب بلوزداد ووفاق سطيف أمس؟ (الحوار أجري البارحة) نعم، تابعته إلى نهايته. هل كانت لك أفضيلة في مواجهة سطيف أو بلوزداد في نصف نهائي؟ لم يكن لي أيّ تفضيل، لعبت في شباب بلوزداد وفي وفاق سطيف أيضا، لكن لم أكن أفضل أيّ طرف على الآخر، وما كان يهمّني أكثر هو التعرّف على المنافس فقط. كيف ترى مواجهة وفاق سطيف في نصف النهائي؟ المباراة ستكون صعبة وعلينا أن ندخلها بقوّة مثلما فعلنا أمام شباب قسنطينة، ولدينا الوقت الكافي للتحضير جيدا. لكن حتى أكون صريحا معكم، لا يمكن أن نسمح لسطيف بأن تأتي من مسافة 300 كلم لتنتزع منا الوصول إلى النّهائي، ولن أسمح لأيّ كان أن ينتزع مني حلم الوصول إلى النهائي مرّة أخرى. بالنسبة لك اللقاء سيكون "ثأريا" بعدما خسرت أمامهم نهائي الموسم الماضي أمام شباب بلوزداد، أليس كذلك؟ لن أعتبر اللقاء ثأريا لأن الوصول إلى النّهائي كان حلما بالنّسبة لي وتحقق، صحيح أنني كنت أرغب في التتويج بالكأس لأول مرّة، لكن ذلك لم يحدث ويبقى قضاء وقدرا، لكن هذه المرة لن أسمح لي كأن بأن يحرمني من التواجد مرّة أخرى في النّهائي والحصول على الكأس الأولى لي. ستكون في مواجهة زميلك السّابق في بلوزداد وصديقك عودية، ما الذي يمكنك أن تقول له عبر "الهدّاف"؟ عودية صديقي وواحد من أفضل المهاجمين في الجزائر ويبقى لاعبا دوليا أحبّ من أحب وكره من كره، هو يعرفني جيّدا ويعرف بأننا أصدقاء، لكن في الملعب لن تكون هناك أيّ صداقة بيننا، لأن كلّ لاعب سيدافع على ألوان فريقه. أعتقد أن عودية "يعرف مليح العقلية"، ويعرف جيدا ما معنى اللعب أمام أكساس. هل تحدّثتم عن مباراة نّصف النهائي أم ليس بعد؟ لا، ليس بعد. لازال الوقت أمامنا طويلا حتى نتحدّث على اللقاء، وأعتقد بأنه لن تكون هناك أي حكاية في هذا الموضوع، ما يهمّني هو الفوز والتأهل.. حاليا أفكر أكثر في مقابلة القبائل التي ستكون مهمة ومصيرية بالنسبة لنا في البطولة. في المباراة الماضية قدّمنا مباراة كبيرة ويجب أن نواصل في هذه الدّينامكية. كيف سيكون شعورك وأنت تواجه أحد الفرق السابقة التي لعبت لها وأقصد به وفاق سطيف؟ لن يكون هناك أيّ شعور خاص، الفريق الوحيد الذي من الممكن أن أشعر بشيء ما اتجاهه عندما أواجهه هو فريق أولمبي العناصر، قضيت فيه 15 سنة كاملة "وتربيت فيه".. صحيح أن بلوزداد "حومتي" وفريقي السّابق وسطيف سبق لي ولعبت معهم موسما ونصف وأحتفظ معم بذكريات جيدة، لكن يوم المباراة سأضع كلّ المشاعر جانبا وسأدافع بقوّة وأبلل قميص المولودية مثلما بلّلت قميص الوفاق، الذي نلت معه لقبا واحدا وخسرت عدة ألقاب، وهذا أمر يجعلني أفكر هذه المرّة في الفريق الذي ألعب له لا غير. كلمة أخيرة للأنصار... أقول لهم بأنهم كانوا في القمّة أمام شباب قسنطنية، ونريدهم أن يكونوا أيضا في الموعد أمام شبيبة القبائل وبعده أمام وفاق سطيف.. وبصراحة، عندما ترى جمهورا مثل جمهور المولودية تعرف أنك تلعب في فريق كبير ومن حق أيّ لاعب أن يطمع في نيل لقب مع المولودية، لأن