أفضى المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم، الذي أسدل عنه الستار أول أمس، بعد ثلاثة أيام من الأشغال بالقاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف بالعاصمة، إلى انتخاب عبد الرزاق مقري، رئيسا لحمس خلفا لابي جرة سلطاني، المنتهية عهدته على رأس الحركة منذ الخميس الماضي. كللت الحملة التي قادها أنصار مرشح المقاطعة والممانعة لتزكية الرجل الراديكالي القوي بحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إلى تحقيق فوز كاسح لهذا الأخير على المرشح الثاني لقيادة حمس، عبد الرحمان سعيدي، الذي كان يشغل رئيس المجلس الشوري لهذه الأخيرة، وقد تميزت أشغال اليوم الثالث والأخير من المؤتمر المذكور بالسرية التامة والكولسة لأنصار المترشحين وهي الكولسة التي مالت كفتها لفائدة المترشح مقري الذي يعد من القيادات المعارضة لسلطة وكان من ابرز الرافضين لبقاء حركة حمس في الحكومة وأيضا التحالف الرئاسي. وقال عبد الرزاق مقري في تصريحات إعلامية بعد فوزه أن "الحركة حسمت موقفها في عدم المشاركة في الحكومة، بسبب إخلال السلطة في الجزائر بالتزاماتها بشان احترامنا رادة الشعب واطلاق الحريات السياسية والمدنية، وهذا لا يشجعنا على الاستمرار في خيار المشاركة". وينظر إلى عبد الرزاق مقري على أنه رجل معارضة يعترض على المشاركة مع السلطة، ويتبنى طرح الخروج إلى المعارضة وممارسة الضغط على السلطة بالوسائل السلمية لتوسيع الحريات السياسية والمدنية. وينتظر أن تلعب "حمس" دور المعارض في الاستحقاقات المقبلة، خاصة مع تولي عبد الرزاق مقري لرئاستها، خاصة وانه معروف بسياساته الردكالية والمعارضة حتى زمن مؤسسها الراحل محفوظ نحناح، فهو الذي اعترض على المشاركة في الحكومة بحقائب وزارية، كما كان من أشد المعارضين على بقاء الحركة في السلطة في زمن أبو جرة، وكان أول من رد على رئيس الحكومة السابق أحمد اويحيى بشأن ما قاله عن خروج حمس من التحالف الرئاسي، وهو من قبل على مضض بدخول حمس في التحالف الرئاسي. م.بوالوارت