أحيط اللقاء الذي جمع السفير الأمريكي بالجزائر هنري انشر وزعيم حركة حمس الدكتور عبد الرزاق مقري الأسبوع الفارط بالكثير من السرية،وقد أحيط اللقاء بسبب الحساسية المفرطة لهذا الأمر بسرية كبيرة، حتى إن موقع الحركة الالكتروني لم يشر إلى اللقاء، على الرغم من أن الموقع باشر بنشر خبر وصور لقاء الدكتور مقري مع السفير الصيني بالجزائر، ولم يؤكد هذا الخصوص المكلف بالشؤون السياسية في الحركة، فاروق تيفور، سرية هذه اللقاءات ولكنه اكد أن اللقاءات التي تجمع الحركة بمختلف الفعاليات والجهات تأتي في إطار النقاش والتفاعل السياسي العادي. وكان الدكتور عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم قد إستقبل ممثلين عن المركز الأمريكي الديمقراطي أمس الأول بمقر الحركة حيث تناول اللقاء الاوضاع الداخلية والدولية حسب ما افاد به موقع الحركة. مضيفا ان رئيس الحركة أوضح رؤيته للمواضيع المطروحة على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، ونظرته لمسمى التحولات المستقبلية والإصلاحات والعلاقات الدولية،والخريطة السياسية المستقبلية من وجهة نظر الحركة.وقد حضر اللقاء الدكتور أحمد بوليل الأمين الوطني للجالية و العلاقات الخارجية وفق ما أشار إليه الموقع في خبر مقتضب. و ذكرت في هذا السياق مصادر من الحركة في ردها على السرية التي أحيطت بلقاء السفير الامريكي والدكتور عبد الرزاق مقري أن الحركة وإطارتها ليسوا بحاجة إلى نصائح أو مساعي أي جهة، مؤكدا ان التيار الاسلامي في الجزائر لا يبحث ولا يريد أية تزكية من أية جهة أجنبية، انما يبحث فقط عن تزكية الشعب الجزائري له،واتهم في ذات السياق الجهات التي تريد الإصطياد في المياه العكرة بمحاولة تشويه صورة الحركة وقائدها لدى الرأي العام الجزائري، من خلال محاولة الإيحاء أنهم يتعاونون مع الأجنبي وتحديدا مع الأمريكان، مشيرا إلى أن الحملة ضدهم باتت واقعا من خلال التهجمات التي وصلت لحد اتهامهم بالعمالة للخارج بدأت منذ المؤتمر الخامس والذي افرز قيادة جديدة وفق رؤى مختلفة،ورغم اعتراف ذات المصدر بوجود لقاءات مع الأمريكان بالجزائر، إلا إنه نفى علمه وجود أي مساعي أمريكية لتمكينهم من الحكم أو المشاركة فيه مؤكدا أن أمريكا لا تبحث إلا عن مصالحها، وأن المتغيرات التي فرضت نفسها دفعها مضطرة للتعامل مع التيار الإسلامي في الجزائر. وكان الدكتور عبد الرزاق مقري قد توقع فور تسلمه مقاليد الحركة وتخندقه في المعارضة أن يكون بثمن كتكلفة للتوجه الجديد مؤكدا انه سيتحمّل ذلك.وعلق مقري على حضور ممثلين عن المركز الديمقراطي الأمريكي لفعاليات المؤتمر الخامس، بأنه أمر عادي، كما حضر باحثون من ألمانيا، كون المركز مؤسسة مرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية، حتى وإن كانت مديرة المركز يهودية، لكنها ليست متصهينة، ونحن لا نتعامل مع الناس على أساس الديانة، ومن حضروا أمريكيون وليسوا إسرائيليين، والسفير الأمريكي الأسبق روبرت فورد يهودي وأعلن ولاءه للصهيونية، ومع ذلك كان من السفراء المقربين ومسموع في الجزائر، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية رخّصت للمعهد الديمقراطي الأمريكي بالعمل في الجزائر. وكانت تقارير إعلامية عديدة قد تناولت في الفترة الأخيرة تحركات عبد الرزاق مقري الذي يكون حسبها قد كثف من تحركاته الخارجية، حيث التقى قبل أيام "سرا" ممثل السفير الأمريكي بمقر الحركة، إلى جانب عدد من ممثلي منظمات أجنبية غير حكومية، كما عاد من باريس وبرمج زيارات إلى تركيا، مصر وقطر. و حسب ذات التقارير فإن زعيم ما يسمى الإخوان في الجزائر يهدف من هذه التحركات البحث عن سند سياسي ومادي لخوض الرئاسيات المقبلة، خاصة وأن مقري يملك شبكة من العلاقات مع هذه المنظمات عندما كان مسؤولا عن منظمة " فريدوم هاوس الأمريكية" بالجزائر في السنوات الأخيرة. وهي الخرجات واللقاءات التي تحمل طابع البحث عن دعم سياسي ومادي للانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2014.