أغلق رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، كل إمكانية لعودة الحركة إلى ممارسة سلوك سياسي سابق، كالدخول في تحالف رئاسي أو تزكية مرشح السلطة، وأعلن استعداد الحركة تحمّل التبعات السياسية لهذا الخيار. قال عبد الرزاق مقري في أول ندوة صحفية، أمس، عقدها بعد انتخابه رئيسا للحركة، السبت الماضي، إن المؤتمر أقر وثيقة السياسة العامة وحدد توجّه الحركة، بما ''لم يعد هناك مجال للمساندة أو التحالف على غير أساس البرامج والرجال والشفافية، والمؤتمر الخامس ألزمنا بذلك''. وأظهر مقري قدرا من التشدد والصرامة فيما يتصل بملف وزير التجارة المنتمي إلى الحركة، والذي قرر البقاء في الحركة برغم قرار حمس عدم المشاركة في الحكومة، وقال ''ليكن واضحا للجميع أن الحركة ليست في الحكومة، وأن بن بادة لا يمثّل الحركة، ووجوده في الحكومة هو تمرد على قرار مؤسسات حمس وملفه يوجد لدى لجنة الانضباط''، وقال ''أطالب هيئة الانضباط الجديدة بأن تقوم بواجبها في دراسة ملف بن بادة، والفصل فيه من أجل القضاء على أي لبس يتعلّق بقضية خروج الحركة من الحكومة''. وأعلن مقري التزامه باستكمال مسار المصالحة والوحدة مع المجموعات التي انشقت عن الحركة، وقال إنه ليس له أي خصومة مع رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ''تاج''، وكشف أن ''غول اتصل بي وهنأني على انتخابي رئيسا للحركة ، كما اتصل بي عبد المجيد مناصرة وهنأني أيضا، وقد اتفقنا على أن نلتقي في وقت لاحق''. وردا على سؤال ل ''الخبر'' عن توقّعات بانتقام سياسي من قبل السلطة إزاء حمس بسبب توجهها الجديد المعارض، وتكلفة المعارضة، قال مقري إن ''قرار المعارضة كان قرار مؤسسات الحركة، وليس قرار شخص. ومهما كانت صعوبة المرحلة، فإننا سنتحمّل ذلك''. وعلق مقري على حضور ممثلين عن المركز الديمقراطي الأمريكي للمؤتمر، بأنه أمر عادي، كما حضر باحثون من ألمانيا، كون المركز مؤسسة مرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية، حتى وإن كانت مديرة المركز يهودية، لكنها ليست متصهينة، ونحن لا نتعامل مع الناس على أساس الديانة، ومن حضروا أمريكيون وليسوا إسرائيليين، والسفير الأمريكي الأسبق روبرت فورد يهودي وأعلن ولاءه للصهيونية، ومع ذلك كان من السفراء المقربين ومسموع في الجزائر''، مشيرا إلى أن ''وزير الداخلية السابق نور الدين زرهوني هو الذي رخّص للمعهد الديمقراطي الأمريكي بالعمل في الجزائر''. وحرص مقري على حضور رئيس الحركة المنتهية عهدته، أبو جرة سلطاني، ورئيس مجلس الشورى المنتهية عهدته عبد الرحمن سعيدي.