صرح الناقد المسرحي مخلوف بوكروح، أن مناخ الجزائر غير صحي ولا يساعد على الإبداع، أزمة بالإضافة إلى انعدام الحضور الحي، لأن المسرح فعل درامي يعني الممارسة، مشيرا إلى قلة الفضاءات المسرحية وإن كان المسرحيون في العشرينات يمارسون نشاطهم خارج هذه الفضاءات. وأكد مخلوف بوكروح في لقاء حمل عنوان "أزمة المسرح في الجزائر" بمقر جريدة "صوت الأحرار"، ومن تنظيم الجمعية الفلسفية الثقافية، أن المسرح حاليا تنقصه الممارسة والتكوين، مشيرا إلى تاريخه الحافل ونشاطه القوي في فترة العشرينات إلى غاية الخمسينات بالرغم من رقابة فرنسا عليه إلا أنه قد فرض حضوره. وأضاف بوكروح، أنه فترة الأربعينات إلى غاية الخمسينات كان الجمهور يستقبل مسرحية جديدة كل أسبوع، رغم الظروف الجهنمية التي كان يعمل بها، وبين الستينات والسبعينات كانت هناك عروض قوية ومتميزة من حيث النصوص حتى بالنسبة للهواة، ولكن التراجع بدأ في بداية الثمانينات. كما أشار الناقد المسرحي، إلى قلة الفضاءات المسرحية التي تتوزع بشكل غير عادل وهي غير موظفة بشكل عقلاني، إضافة إلى أن المسارح تشتغل في المناسبات والمهرجانات، فهناك نصوص مرتبطة بالظرفية والمناسباتية ولا تكتب من أجل الخلود. وقال بوكروح أن الإخراج لا يواكب التطور الحاصل، فهو يفتقر إلى الرؤية، مؤكدا أن من يتعاطى الإخراج ليس مخرجا سواء كان مكونا أو غير مكون، فالإخراج ليس تنظيم حركة المرور فوق المنصة بل إبداع إدارة. واقترح بوكروح بتكثيف الممارسة بداية بالتكوين الصحيح للممثلين، وذلك بورشات تدريب بشكل دائم، موجها نداءه لوزارة التربية الوطنية بإيلاء الأهمية لهذا الفن منذ الابتدائية. وعن النقد المسرحي، أكد بوكروح أنه يفتقد إلى الثقافة والمعرفة، فهو مرتبط بفن التحرير الصحفي، مؤكدا على ضرورة اعتماد الصحفيين على النقد لأنهم حاليا يكتبون بدون دراية، فلا توجد صحافة ثقافية. وفي مداخلته، قال الأديب شريف لدرع، أن المسرح حاليا لم يحظى بالمتابعة من الجيل الجديد الذي كثر حديثه عن لغة الجسد والسيموغرافيا، مضيفا أن المسرح لم يعد يستقبل الجماهير، مؤكدا على ضرورة تأسيس جمعيات مسرحية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمسرح حيث يكون التكوين والممارسة. بوكروح ل "الجزائر الجديدة": "الاقتباس هو مشكلة النص المسرحي ولم نستطع ابتكار لغة راقية" وفي تدخل "الجزائر الجديدة" حول ما يعانيه النص المسرحي في الجزائر من أزمة حقيقية تتلخص في الاعتماد على الاقتباس الذي يمنع بدوره بروز النصوص الإبداعية، بالإضافة إلى اللغة المستعملة سواء على خشبة المسرح أو في الدراما التلفزيونية، وكذا ضعف تكوين الممثلين، ونظرا لتفاقم هذه المشاكل طرحت تساؤلها في الكيفية التي يمكن أن نصنع بها جمهورا مسرحيا؟. فأجاب الناقد المسرحي مخلوف بوكروح، بأن المسرح الجزائري والدراما تعاني من مشكل اللغة فلا يوجد حوار، مشيرا إلى اللغة التي كانت تستعمل سابقا بأنها مرتبطة بالحي في بساطتها ولكن بقيت راقية، غير أننا حاليا لم نستطع ابتكار تلك اللغة الحركية المرتبطة بالفعل. وأضاف بوكروح في إجابته، أن الاقتباس هو مشكلة الإبداع في النص المسرحي، فرغم أنه مكن المسرح الجزائري من الظهور إلا أنه يؤثر على النص المحلي بشكل كبير. وتابع بوكروح ل"الجزائر الجديدة"، بأن صناعة الجمهور المسرحي هي استراتيجية خاصة بالمؤسسات الثقافية، ولكن هذه الأخيرة أخفقت في جلب الجمهور إليها.زينب.ب