كشف الناقد مخلوف بوكروح أن المسرح الجزائري لا يزال حبيس الاقتباس والترجمة وأنه لم يظهر كاتب مسرحي متخصص في الفن الدرامي، بقيمة كاتب ياسين ومولود معمري. أكد بوكروح في تصريح ل (الشعب) انه لا يزال أداء المسرح الوطني ضعيفا ولا يستجيب لتطلعات المثقف الجزائري وهذا مع تراجع المبدعين في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على معايير فنية خاصة، وغياب أساسيات تقوم من خلالها كتابات فنية ناضجة. يرى الناقد بوكروح أن العشر سنوات الأولى للمسرح الجزائري كانت موفقة لحد بعيد إلى درجة وصفها بسنوات (العصر الذهبي)، حيث كان مصطفى كاتب على رأس هذه المؤسسة التي بدأت تتراجع لاحقا وتدخل في الركود، مطلع الثمانينيات والتسعينيات. ورغم توفر الإمكانيات المادية إلا أن أداء هذه المؤسسة لا تزال تنقصها معايير تعتمد قواعد هامة منها تشجيع المواهب الشابة التي تطمح بالعطاء والإبداع من خلال موروث فني نابع من الواقع المعاش. من جهة أخرى، وبعيدا عن إطلاق أحكام على الفن المسرحي الحالي في الجزائر يضيف نفس المتحدث فإن المشتغلين بهذا الميدان في بلادنا عجزوا عن إيجاد آليات وأساليب للظهور على الركح خصوصا أن الأساليب الموجودة لم تعد تناسب راهن المجتمعات، ويرى بوكروح أنه من الضروري ابتكار أدوات من الواقع والتعبير عنه بمفردات ليست قديمة بعيدا عن الابتذال والتهريج. وعن مستوى الفرق المشاركة في التظاهرات الفنية للمسرح أكد الناقد، أن المنافسة المسرحية تفرض معيار الجودة بغض النظر إن كان الفنان المسرحي هاو أو محترفا. فمن حق المسارح الجهوية أن تشارك ولكن هذا لا يعني أن نتكرم على المسارح المستقلة بالمشاركة، وفي الأخير ثمن بوكروح دور المسارح الجهوية باعتبار أن روادها تكونوا على يد أساتذة مختصين ومدارس تعتني بالأسلوب الفني الراقي وهذا بالرغم من نقص الإمكانيات الفنية والمادية.