حصر تقرير جهوي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أسباب الحرق الجسدي وظاهرة الانتحار على طريقة البوعزيزي، في الولايات الغربية من البلاد، في عناصر جديدة يختصرها في 14 سببا للانتحار او محاولة الانتحار بهذه الطريقة المريعة. تتحدث الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن 14 سبابا لتفسير ظاهرة الانتحار حرقا بالبنزين في الغالب، مع وجود حالات انتحار على الطريقة التقليدية تفسرها بعض من العوامل الآتية: غلق أبواب الحوار، البيروقراطية واستعمال السلطة تعسفا، انعدام فرص العمل والتكفل بالمواطنين، زيادة الأعباء المالية، التهميش والإقصاء، الشعور بالنقص والحقرة، غياب الرقابة والصرامة تطبيق القوانين على مصالح الإدارية، والكيل بمكيالين بين المواطنين من حيث تصنيف الإدارة للمواطنين درجة الأولى ودرجة الثانية، غياب الشفافية والعدالة الاجتماعية في تكفل بالانشغالات المواطنين، الهروب من المسؤولية، انعدام برنامج للتنمية، ظاهرة الرشوة والمحسوبية، قلة متابعة من طرف مسؤولين (صحة، نشاط اجتماعي، الخ) ونقص كبير في حملات توعية تستهدف الشباب. يركز التقرير الجهوي لرابطة حقوق الإنسان على ولاية الشلف ويظهرها على أنها ولاية خاصة جدا في باب الانتحار غير التقليدي، ويسوق امثلة كثيرة عن هذه الظاهرة، التي انتشرت سريعا، وبالصدفة، يوم توقف الحراقة أو المهاجرون السريون عن المغامرة بقطع البحر الالبيض المتوسط نحو الضفة الأخرى، مع ركوب كل المخاطر التي يسوقها البحر نحو المغامرين طوال الفصول الأربعة من السنة. بداية شهر أوت كانت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية الشلف مسرحا لمحاولة الانتحار عن طريق الحرق بالبنزين، بطلها رب عائلة، مسبوق قضائيا في العقد الرابع من العمر، يعيش مع زوجته وابنته الرضيعة بمركز استقبال الأشخاص بدون مأوى. ومنذ بداية 2013 أي في فترة 5 اشهر سجلت بولاية الشلف حالات إنتحار حرقا، خلفت 3 وفيات. وتسببت محاولة انتحار جماعي حرقا لثلاث شبان في إصابة مدير النشاط الاجتماعي ومدير دار الطفولة والمنتحر الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بحروق بليغة، وحالة الانتحار هذه أقدم عليها ثلاث شبان، أعمارهم بين 23 و25 سنة. وتبعتها محاولة انتحار حرقا جماعية لخمسة أفراد من عائلة واحدة بسبب أزمة السكن، بعدما رفض رئيس الدائرة استقبالهم، بدائرة الكريمية. ورش شخص معوق جسده بالبنزين محاولا الانتحار حرقا أمام مقر مديرية النشاط الاجتماعي بسبب عدم تغيير كرسيه المتحرك المعطل. وفي 2012، حاول النائب الأول في المجلس الشعبي البلدي لبلدية وادي الفضة بالشلف الانتحار حرقا، أثناء مداولة استثنائية وأمام رئيس البلدية وأعضاء المجلس الشعبي البلدي. واستمرت موضة إضرام النار في النفس في الجزائر احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية طوال سنتي 2011 و2012، وحاولت امرأة في العقد الخامس من العمر إضرام النار بنفسها في سيدي بلعباس، وحاول مختل عقلي حرق نفسه في مدينة دلّس، في سابع محاولة انتحار بهذا الشكل بالجزائر في ظرف أسبوع واحد فقط.